بلغت العوائد على السندات الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية لأجل 10 سنوات في شهر يناير الجاري مستوى 2.73% وهو الأعلى منذ عام 2014
في هذا الشهر فقط ارتفع 31 نقطة أساس وأما عوائد أجل عامين فقد بلغت 2.16% وهو أعلى مستوى منذ عام 2008 مرتفعة في يناير حتى الآن 26 نقطة أساس
كل هذه الارتفاعات تعني تسعير لرفع معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي هذا العام مبني على توقعات جيدة لأداء الاقتصاد الأمريكي وإمكانية ارتفاع التضخم بسبب الخفض الضريبي
ارتفاع العوائد لم يكن حكراً على السندات الأمريكية بل امتد إلى سندات منطقة اليورو أيضاً
عوائد المانيا لأجل 10 أعوام بلغت 0.707% وهو أعلى مستوى منذ عام 2015 مرتفعة في يناير حتى الآن 27 نقطة أساس
أما لأجل عامين فبلغت سالب 0.506% وهو الأعلى منذ عام 2016 لترتفع في يناير حتى الآن 13 نقطة أساس
ارتفاع العوائد يأتي استعداداً من السوق لعمليات رفع الفائدة في أميركا وخفض التحفيزات في أوروبا أيضاً
أثر ذلك على سوق العملات بشكل محدود حيث تراجع اليورو بالأمس وارتفع اليوم حتى الآن والعكس لمؤشر الدولار الأمريكي ليبقى ضمن مستويات نهاية الأسبوع الفائت
أما الذهب فتراجع بالأمس وارتفع اليوم حتى الآن مع بقاء الترقب بشكل عام لما سينتج عن اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي يصدر قراره غدا الساعة 22:00 بتوقيت الكويت
نمو المنطقة اليوروية بلغ 0.6% كقراءة تمهيدية عن الربع الرابع من العام الماضي وبلغ سنوياً حتى تلك الفترة معدل 2.7% كالتوقعات وهي مستويات جيدة بالطبع وتم تعديل قراءة الربع الثالث لنمو بمعدل 2.8% بشكل إيجابي مما يدعم خفض التحفيزات ورفع الفائدة
أيضا يتوقع أن تتأثر عوائد سندات أوروبا غداً ببيانات تمهيدية عن التضخم لشهر يناير وبالتالي قد ترتفع في حال ظهورها بشكل إيجابي
مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية تراجعت متأثرة بارتفاع عوائد السندات الحكومية
بالأمس فقد مؤشر الداو جونز 177 نقطة بمعدل 0.67% ليغلق عند 26439 وقد استمر بالتراجع اليوم وفق العقود المستقبلية حيث يعتبر حتى اعداد التقرير متراجع 0.65% عند 26260
أما في أوروبا فمتراجع مؤشر الداكس بمعدل 0.72% عند 13231 وأما ستوكس 600 الأوروبي فمتراجع 0.58% عند 397.48
بالمقابل فإن اسيا تأثرت سلباً أيضاً حيث تراجع مؤشر اسيا داو اليوم 1.02% عند 3891.32
كل هذا يعكس مخاوف أسواق الأسهم من أن ترتفع العوائد وترتفع معها تكلفة التمويل وبالتالي تتأثر الشركات سلباً
نعتقد أن ارتفاع العوائد سيبقى تدريجي ولذا فالمخاوف قد تتبدد بسرعة
ولأن نتائج الشركات والأداء الاقتصادي جيد فذلك قد يعيد الدعم لسوق الأسهم مجدداً بعد التصحيح وتقبل الوضع الجديد بعوائد أعلى من السابق
أما العملات الأخرى وبسبب نفض الغبار عن عوائد سنداتها وارتفاعها فقد تستمر بالضغط سلباً على مؤشر الدولار الأمريكي
ولذا فنراقب الفيدرالي والمزيد من البيانات المؤثرة على عوائد هذه السندات خلال الأسبوع الجاري
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق