146
ملخص تنفيذي
الأسواق في الوقت الحالي مترددة: الذهب شهد تصحيح بعد صعود قوي، والأسهم الأمريكية مرت بفترات تذبذب وسط أخبار اقتصادية متضاربة وسياسة نقدية أضحت أكثر ضبابية. العوامل الأكثر تأثيراً هي: عدم توفر بيانات اقتصادية كاملة بسبب تعطيل إداري (بسبب إغلاق حكومي)، وتغير توقعات المستثمرين بشأن خطط الفيدرالي لأسعار الفائدة، وكذلك تطورات جيوسياسية حول الملف الأوكراني وتفاهمات بين قادة (أمريكا وروسيا).
1) الذهب — ماذا حدث ولماذا؟
- ماذا حدث: بعد موجة ارتفاع كبيرة خلال العام، الذهب شهد تصحيح (تراجع تقني) خلال نوفمبر. جزء من التراجع جاء بسبب جني أرباح بعد صعود قوي، وجزء تضمن قوة للدولار وتغير توقعات الفائدة.
- لماذا الذهب يتجاوب الآن: الذهب حساس لتوقعات الفائدة (كلما قرّب السوق توقعات خفض الفائدة يدعم الذهب، وكلما ازدادت احتمالات بقاء الفائدة مرتفعة أو الدولار قويّ يضغط على الذهب). كما أن أي تصاعد جيوسياسي يعطي دعمًا بسيطًا للذهب كملاذ آمن.
- الحال الآن: الذهب يتماسك في نطاق بعد التصحيح — لا انهيار تام ولا صعود متسارع، لأن السوق يعيد تسعير توقعات الخفض المحتمل للفائدة مع توفر بيانات ناقصة أحيانًا.
2) الأسهم الأمريكية — لماذا هبطت وما سبب بطء الحركة؟
- أسباب الهبوط/التذبذب الأخيرة:
- ضبابية البيانات الاقتصادية: إغلاق مؤسسات حكومية أدى لإلغاء أو تأخير نشر بيانات مهمة (مثل بعض تقارير التضخم والوظائف) مما يجعل متخذي القرار والمستثمرين يعملون بـ «نطاق ثقة أوسع» ولا يتخذون مراكز كبيرة. هذا يزيد من التذبذب أو بطء الحركة.
- تغير توقعات السياسة النقدية: بعد أن خفّض الفيدرالي الفائدة مؤخرًا، الأسواق لا تزال تراجع مدى استمرارية خفضات إضافية أو ما إذا كانت اللجنة ستتريث. هذا يخلق حالة «تأني» لدى صناديق الاستثمار.
- مخاوف النمو العالمي: تباطؤ في طلب الصين وبيانات تصنيع ضعيفة يضغطان على الشركات الأمريكية المعتمدة على السلع أو الأسواق الدولية.
- لماذا الحركة بطئية الآن: المستثمرون ينتظرون بيانات المؤسسة (التي تأخرت) واجتماعات الفيدرالي المقبلة قبل دخول مراكز جديدة بنطاقات كبيرة. في أيام العطلات القصيرة (نهاية نوفمبر) النشاط أيضاً يصبح أخف.
3) ما الذي حدث في الفيدرالي (آخر التطورات)؟
- إجراء مهم: لجنة الاحتياطي الفيدرالي قامت بتخفيض أسعار الفائدة مؤخرًا (خفض ربع نقطة في آخر اجتماع معلن)، لكن تصريحات مسؤوليها أظهرت توجهاً للحذر — يعني «خفّضنا لكننا سنتابع البيانات بعناية»، خصوصاً لأن بعض تقارير التضخم أو العمالة مؤثرة ولم تُنشر بالكامل. هذا جعل الأسواق تختبر سيناريوهات متضاربة (خفض إضافي مقابل ثبات).
- لماذا هذا مهم للأسواق: الفائدة المنخفضة عادة تدعم الأسهم وتضعف الدولار وتساند الذهب؛ لكن الحذر والغياب المؤقت للبيانات يجعل تحركات السوق غير واضحة ويحدّ من التوجهات القاطعة.
4) روسيا — أمريكا — (ترامب وبوتين) وما الذي يجري وتأثيره على الأسواق؟
- الملخص السياسي: في الأسابيع الأخيرة ظهرت مؤشرات دبلوماسية وعروض سلام/مقترحات تتعلق بالحرب في أوكرانيا، مع تصريحات ومفاوضات على مستويات مختلفة بين ممثلين أمريكيين وروس. بوتين قال إن بعض مقترحات أمريكية قد تشكل قاعدة لحل، وفي المقابل ظهرت مبادرات ومحادثات وإجتماعات على مستوى قادة أو ممثلين بينهم. هذه التطورات فيها عناصر تفاؤل سياسي لكنها أيضاً تثير شكوكاً ونقاشاً موسعاً بين الحلفاء.
- دور «ترامب» (بما يخص الأخبار الحالية): في 2025 حصلت لقاءات/اتصالات على مستوى عالي بين ترامب وبوتين (وتقارير عن قمة ومقترحات لوقف ضربات على بنى تحتية طاقية مؤقتة وطرح خطط سلام)، وده أثار ردود فعل متباينة سياسياً وأمنياً. وجود تقدم دبلوماسي يمكن أن يقلّل تفضيل المستثمرين للأصول الآمنة على المدى القصير (كالذهب والـUSD)، لكن في حال فشل الاتفاق أو زيادة العنف يبقى الطلب على الملاذات مرتفعًا.
- التأثير السوقي المباشر: أي بوادر حل أو تهدئة تقلل احتمال صعود الذهب وتدعم أسواق الأسهم عالمياً إذا صاحبتها استعادة ثقة في سلاسل التوريد والطاقة؛ لكن الاتفاقات الهشة أو الشكوك تزيد من التقلب لأنها قد تُلغى أو يُعاد تفاوضها.
5) الاقتصاد العالمي — نقاط يجب مراقبتها
- بيانات الصين ضعيفة نسبياً (مؤشرات PMI حول أو تحت 50 في بعض تقارير أكتوبر/نوفمبر) — هذا يقلل الطلب على سلع واستثمارات عالمية ويضغط على أسهم القطاعات الدورية والمواد.
- ضبابية البيانات الأمريكية بسبب تعطيل إصدارات حكومية — يجعل التوقيت والسياسة النقدية أقل وضوحاً.
- الطاقة والجيوسياسة: أي تقدم في مفاوضات وصيحات تهدئة قد يخفّض المخاطر الجيوسياسية ويخفض بعض ضغوط الطاقة، والعكس صحيح.
6) توقعات الشهر القادم (ديسمبر 2025)
- سيناريو متحفظ (الأرجح في المدى القريب): حذر واستمرار تذبذب — المستثمرون ينتظرون صدور بيانات متأخرة (التضخم/العمل) واجتماعات الفيدرالي في ديسمبر، وبالتالي سيبقى التداول محافظاً؛ تحركات كبيرة ستكون نتيجة مفاجآت بيانات أو تطورات جيوسياسية.
- سيناريو تصاعدي للأسهم: إذا خرجت بيانات نمو وتضخم أضعف من المتوقّع أو أعلن الفيدرالي عن مسار خفضات أوضح، قد نشهد ارتفاعاً للأسهم ونضغط على الذهب.
- سيناريو صعود للذهب/ملاذات آمنة: إذا ازداد التوتر الجيوسياسي أو فشلت المفاوضات، أو ظهرت بيانات تفاجئ الأسواق لصالح تشديد أو تباطؤ اقتصادي قوي، الذهب وعملات الملاذ الآمن قد يصعدوا.
7) بناءاً على ماسبق.
- السوق دلوقتي في مرحلة «انتظار» — القرارات الكبيرة ستكون بعد صدور بيانات معلقة واجتماع الفيدرالي.
- للمستثمر المحافظ: خفف التعرض قصير الأجل للقطاعات الحساسة للرخاء الاقتصادي واحتفظ بسيولة لاقتناص فرص بعد ظهور بيانات واضحة.
- للمخاطِر/المهتم بالعوائد: تابع القطاعات المدفوعة بالتصاعد التكنولوجي والديموغرافيا، لكن استخدم إدارة مخاطرة صارمة (وقف خسارة، تقليل حجم الصفقة)، لأن الضبابية قد تعطي تقلبات حادة.
- رصد جيوسياسي مهم: أي تطور حقيقي في مسار السلام/الهدنة لأوكرانيا أو تصاعد التوتر بين القوى سيغيّر مشاعر السوق بسرعة — تابع الأخبار الدبلوماسية بجانب البيانات الاقتصادية.