مقدّمة: لماذا أصبح 4,000$ هدفًا معقولًا؟
الفصل الأول: ما الذي حدث منذ 2022؟
بعد موجة تضخّم ما بعد كوفيد وحرب أوكرانيا، شدّد الفيدرالي السياسة النقدية وارتفعت العوائد الحقيقية، ما يفترض تاريخيًا أنه يضغط الذهب. ومع ذلك، لم ينهَر السعر؛ السبب الكبير كان شراءً قياسيًا من البنوك المركزية (أكبر وتيرة تاريخيًا في 2022)، ما عادل أثر العوائد الحقيقية الأقوى.
2023: استمرار الشراء الرسمي وتحوّل تدريجي في السردية.
واصلت البنوك المركزية الشراء بوتيرة تعد ثاني أعلى سنة في التاريخ، ورسّخت “أرضية” سعرية أعلى. في المقابل، ظلّت صناديق الـETF متذبذبة، لكن دورها ثانوي أمام الطلب الرسمي. النتيجة: قاعٌ أعلى واستعداد لاختراقٍ لاحق.
2024: الاختراق الكبير.
في الربيع اخترق الذهب 2,400$ لأول مرة تاريخيًا مدعومًا بتوقّعات تباطؤ تضخّم أمريكي وبدء دورة خفض فائدة لاحقًا، مع قلقٍ على المديونية السيادية عالميًا واشتداد عوامل جيوسياسية. كما ساعدت الصين: بعد توقّفٍ لنحو ستة أشهر، استأنف بنك الشعب الصيني الشراء في نوفمبر 2024، ما أعاد الزخم النفسي والفعلي للطلب.
2025: تسارع نحو قمم غير مسبوقة.
في سبتمبر 2025 سجّل الذهب قممًا تاريخية قرب 3,867$ للأونصة، بدعم توقّعات خفض فائدة أمريكية إضافية، ومخاوف من إغلاق حكومي أمريكي، وتجدّد طلب الملاذ الآمن. حتى حيازات أكبر ETF ذهبي ارتفعت خلال الشهر، ما يعكس انتقال جزء من المستثمرين الماليين إلى السردية الصعودية.
الفصل الثاني: محرّكات الصعود “المنطقية والدقيقة”
- الطلب الرسمي (البنوك المركزية)
العمود الفقري للرالي منذ 2022. مشتريات عند/قرب مستويات قياسية في 2022 و2023، وتوقّعات 2025 تُظهر أن نسبة غير مسبوقة من البنوك تتوقّع زيادة احتياطاتها خلال 12 شهرًا. الصين تحديدًا أضافت شهورًا متتالية في 2025 بعد استئناف الشراء أواخر 2024، ما عزّز الزخم. دوافعهم: التنويع بعيدًا عن الدولار، التحوّط من العقوبات والمخاطر الجيوسياسية، وتقوية ميزانيات البنوك المركزية بأصلٍ “خارج المنظومة الائتمانية”. - العوائد الحقيقية وتكلفة الفرصة
العلاقة التاريخية سلبية بين الذهب وعوائد TIPS الحقيقية: كلما هبطت العوائد الحقيقية طالت أنفاس الذهب. ورغم فتراتٍ شاذة في 2024–2025 شهدنا فيها صعود العوائد والذهب معًا (بسبب الطلب الرسمي والملاذي)، تبقى القاعدة المفيدة: اتجاه العوائد الحقيقية على المدى المتوسط مفتاح تسعير الذهب. - ضعف نسبي للدولار وتبدّل توقعات الفائدة
كل موجة تراجع في مؤشر الدولار أو تحوّلٍ أكثر تيسيرًا في توقعات الفيدرالي أعادت إشعال الطلب، خصوصًا من خارج الولايات المتحدة. اقتران ذلك بمخاوف عجزٍ مالي وتمويلٍ للحكومة الأمريكية زاد الميل للتحوّط. - المخاطر الجيوسياسية وتقلّبات الاقتصاد الكلي
الحرب الممتدة في أوكرانيا، توترات الشرق الأوسط، ومخاطر “إغلاقات حكومية” وتباطؤ عالمي—كلها رفعت علاوة أمان الذهب. البنك الدولي أشار إلى أن 2025 مرشّح ليكون أعلى متوسط سنوي لأسعار الذهب تاريخيًا إذا استمرت هذه البيئة.
الفصل الثالث: كيف نقرأ الطريق إلى 4,000$؟
- 2–3 خفض فائدة أمريكية إضافية خلال 6–9 أشهر القادمة، مع هبوطٍ تدريجي في العوائد الحقيقية.
- استمرار شراء البنوك المركزية (خصوصًا من آسيا والشرق الأوسط)، وعدم حدوث “بيعٍ رسمي” معكوس.
- هدوء نسبي في الأسهم أو تصحيح في أسواق المخاطرة يعيد توازن المحافظ لصالح الذهب.
في هذا السيناريو، اختراق 3,900$ قد يفتح الباب لاختبار 4,000$ نفسيًا ثم تقنيًا (اندفاع قصير/نطاق 4,050–4,150$ قبل أي جني أرباح أوسع).
- خفض فائدة “محدود الإيقاع”، مع تذبذبٍ في البيانات.
- الذهب يراوح في نطاقٍ عريض 3,500–3,950$، مع محاولات كسرٍ فوق 3,900$ كلما تراجعت العوائد الحقيقية/الدولار.
- أي مفاجأة جيوسياسية كبيرة قد تدفع لاختراقٍ سريع نحو 4,000$.
- عودة تشدد الفيدرالي (بيانات تضخم/نمو مفاجئة) فترتفع العوائد الحقيقية بقوة، ويقوى الدولار.
- تباطؤ شراءٍ رسمي أو موجة جني أرباح في المعادن.
- حينها هبوطٌ تصحيحي 10–15% نحو 3,250–3,450$ قبل محاولة استقرارٍ جديدة.
الفصل الرابع: لماذا تغيّر “نظام” الذهب منذ 2022؟
الفصل الخامس: إشارات تكتيكية أراقبها قبل اختراق 4,000$
- العوائد الحقيقية 10y TIPS: أي مسار هابط مستدام يدعم الاختراق.
- اتجاه الدولار (DXY): ضعفٌ تدريجي يسهّل المهمة.
- تحديثات مشتريات البنوك المركزية (خصوصًا الصين): استمرار الشراء الشهري إشارة إيجابية.
- تدفق حيازات الـETF الذهبية الكبيرة: تحوّلٌ صاعد متّصل يؤكد انتقال الاستثمار المؤسسي من “الفرجة” إلى “المشاركة”.
- مخاطر السياسة/الميزانية الأمريكية (إغلاقات، دين): أي تصعيد يضيف علاوة أمان.
الفصل السادس: ماذا عن “نهاية الصعود” قرب 4,000$؟
- تسارعًا قصيرًا بدفع أوامر إيقاف وتغطية مراكز قصيرة.
- يتبعه جني أرباح حاد (حتى 8–12%)، خصوصًا إذا تزامن مع بيانات أمريكية أقوى ترفع العوائد الحقيقية مؤقتًا.
- لكن بقاء الطلب الرسمي وتحسن “الهيكل” (قواعد أعلى) يعني أن الهبوط—إن حدث—قد يكون تصحيحيًا داخل ترند صاعد أكبر، لا “نهاية قصة”.
توقعات الأشهر القادمة.
- الاتجاه الرئيسي لا يزال صاعدًا طالما العوائد الحقيقية ليست في مسار صعودي حاد وطويل، وطالما الشراء الرسمي مستمر.
- 4,000$ ممكنة في أفق الأشهر القليلة المقبلة إذا اجتمعت: خفض فائدة أمريكية فعلي خلال الربعين القادمين، ضعف تدريجي للدولار، واستمرار الشراء الرسمي—مع أي شرارة جيوسياسية.
- المخاطر المقابلة: مفاجأة تضخمية “سيئة” تجبر الفيدرالي على التشدّد، أو انكماشٍ مفاجئ في المشتريات الرسمية، أو موجة “تفكيك تمركزات” واسعة في السلع ترفع السيولة الدولارية المطلوبة مؤقتًا. حينها يُرجَّح تصحيحٌ داخل اتجاهٍ أكبر، وليس انقلابَ اتجاهٍ ما لم تتغيّر المعطيات الهيكلية نفسها.