Table of Contents
مع اقتراب الأسبوع المقبل، تدخل الأسواق العالمية مرحلة ترقب وحذر، حيث ينتظر المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر الإعلان عنه يوم الأربعاء في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت الكويت. هذا القرار لن يقتصر فقط على تحديد مستوى الفائدة، بل سيحمل معه أيضًا توقعات الأعضاء بشأن مسار السياسة النقدية المقبلة، بما في ذلك تطورات التضخم والنمو الاقتصادي.
التوقعات تجاه الفائدة
تشير معظم التوقعات في السوق إلى أن الفيدرالي يتجه نحو خفض معدل الفائدة بربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق الجديد بين 4% و4.25% بدلاً من النطاق الحالي عند 4.25% إلى 4.5%. ومع ذلك، فإن الأسواق لا تستبعد سيناريو أكثر جرأة يتمثل في خفض نصف نقطة مئوية، خاصة في ظل:
- الضعف الملحوظ في بيانات سوق العمل الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة.
- غياب مؤشرات على تضخم مرتفع بشكل حاد يستدعي تشديد السياسة النقدية.
انعكاسات على الأسواق
حتى الآن، تسير الأسواق ضمن اتجاهاتها السابقة، حيث أغلب الأصول تحقق ارتفاعات مستفيدة من ضعف الدولار. ومع ذلك، شهد الدولار اليوم حالة من التماسك النسبي، مسجلاً ارتفاعًا طفيفًا بحوالي 0.25% نتيجة حالة الترقب السائدة قبيل القرار المنتظر.
المفاجأة المحتملة: توقعات الأعضاء المحرك الأكبر للسوق
المفاجأة التي تحتاج الأسواق إلى إدراكها حاليًا قد لا تكون فقط في مستوى الخفض خلال هذا الاجتماع، بل في توقعات أعضاء الفيدرالي بشأن المسار المستقبلي للفائدة.
- رؤية الأسواق: تتوقع أن يستمر خفض الفائدة بشكل تدريجي، ليس فقط في سبتمبر الجاري، بل أيضًا في أكتوبر وديسمبر، ويمتد للعام القادم ليصل المستوى مع نهايته إلى حوالي 3% بحلول سبتمبر 2026.
التساؤل الجوهري: هل سيخيب الفيدرالي هذه التوقعات عبر تبني رؤية أكثر تشددًا؟ أي أن يرى أن خفض الفائدة بعدد محدود من المرات سيكون كافيًا لدعم الاقتصاد، أو أن السوق سيستعيد توازنه دون الحاجة إلى خفض متواصل؟
لطالما كان الفيدرالي أكثر تشددًا من الأسواق في تقديراته، وهو ما انعكس في فترات سابقة على شكل ضغط على سوق العمل والقطاعات الحساسة للفائدة. وبالتالي، ينتظر المستثمرون أن تكشف التوقعات الجديدة ما إذا كان الفيدرالي مستعدًا للاعتراف بضرورة دورة خفض مطوّلة، أم أنه سيبقى متحفظًا ويعطي إشارات أكثر صرامة.
سيناريو التقلبات هو الأعلى بسبب اختلاف التوقعات
وكوننا نتحدث عن سياسة نقدية تتأثر بمتغيرات سريعة مثل سوق العمل، فإننا أمام سيناريو شبه حتمي يتمثل في وجود اختلافات بين توقعات الأسواق ورغبات الفيدرالي.
- إذا كان الفيدرالي أكثر تشددًا: ولم يرغب في خفض الفائدة بالوتيرة الكبيرة التي تسعرها الأسواق في العام المقبل 2026، فمن المرجح أن نشهد عودة قوة الدولار وتراجع أسعار الأصول كردة فعل أولية لفترة مؤقتة.
- لكن مع مرور الوقت: قد تفرض البيانات الاقتصادية الضعيفة على الفيدرالي خفضًا أكبر للفائدة، مما سيعيد الدولار للتراجع ويعزز صعود الأصول مرة أخرى.
إذن، نحن أمام مرحلة من التقلبات، حيث يتوقع أن يستمر تباين الرؤى بين الأسواق والمستثمرين من جهة والفيدرالي من جهة أخرى. هذا ما يجعل اجتماع الأسبوع المقبل بالغ الأهمية كمحرك قوي لتقلبات السوق.
يمكن للمستثمرين الاستفادة من هذه الأجواء عبر مضاربات سريعة مدروسة مع إدارة واعية للمخاطر.
اليكم التباين الكبير بالتوقعات بين السوق حاليا والفيدرالي وفق توقعاته في يونيو:
- توقعات الفيدرالي للفائدة (نشر في يونيو 2025):
2025: 3.9% أي خفض مرتين فقط مقارنة بالحالي
2026: 3.6% أي 3 مرات خفض مقارنة بالحالي
- توقعات السوق:
2025: ≈3.674% أي خفض 3 مرات
2026: ≈2.957% أي 6 مرات خفض مقارنة بالحالي
الفروقات (الفيدرالي − السوق) كيف قد يتعامل معها الفيدرالي وتتفاعل معه الأسواق؟
- 2025: ≈+0.226 نقطة مئوية (الفيدرالي أعلى).
- 2026: ≈+0.643 نقطة مئوية (الفيدرالي أعلى بشكل أوضح).
- سيناريو التقلبات: على الفيدرالي أن يخفض توقعاته بشكل كبير حتى يطابق توقعات السوق وإذا لم يقم بذلك فحينها ستشهد الأسواق التقلبات التي نحذر منها.
- سيناريو الارتياح: في حال قام الفيدرالي بخفض توقعاته وفق توقعات السوق فحينها سيكون لدينا سيناريو إيجابي لأغلب أسعار الأصول مقابل الدولار الذي يتوقع حينها أن يتراجع كون أن الفيدرالي تخلى عن تشدده السابق.
الرسم البياني
رسم الأعمدة يُقارن بين توقعات الفيدرالي (أسود) وتوقعات السوق (فيروزي غامق). سترى 2025 و2026