تشهد الأسواق العالمية موجة من الارتفاعات القياسية، مدفوعة بعمليات خفض معدلات الفائدة في عدد من الاقتصادات الكبرى، مما يعزز شهية المستثمرين للمخاطرة ويدفع المؤشرات إلى مستويات تاريخية.
- الولايات المتحدة الأمريكية:
سجل مؤشر S&P 500 الأمريكي اليوم مستوى قياسي جديد عند 6,432.53 نقطة مرتفعًا بمقدار +59.08 نقطة أو +0.93%، بدعم من التفاؤل المتزايد بشأن السياسة النقدية، حيث تشير التوقعات إلى احتمال خفض الفائدة بنسبة 92% في الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. حاليًا، يبلغ معدل الفائدة في الولايات المتحدة 4.50%. - آسيا:
واصل مؤشر Nikkei 225 الياباني مساره الصاعد ليسجل مستوى قياسي جديد عند 42,718.17 نقطة مرتفعًا بمقدار +897.69 نقطة أو +2.15%، مدعومًا بالتوجهات العالمية نحو التيسير النقدي وضعف الين، حيث يبلغ معدل الفائدة في اليابان أقل من 0.50%، مما يعزز من جاذبية الأسهم اليابانية. - أوروبا:
يقترب مؤشر Stoxx 600 الأوروبي من تسجيل مستوى قياسي جديد، حيث أغلق عند 547.89 نقطة بارتفاع قدره +1.13 نقطة أو +0.21%، مستفيدًا من موجة خفض الفائدة التي بدأت بمنطقة اليورو، حيث يبلغ معدل الفائدة الحالي 2.15%، تلتها قرارات مماثلة في كل من سويسرا (0.00%). - اقتصادات أخرى:
اليوم، انضمت أستراليا إلى قائمة الاقتصادات التي خفضت معدلات الفائدة، حيث يبلغ معدل الفائدة لديها حاليًا 3.60%، فيما كانت بريطانيا (4.00%) قد اتخذت القرار نفسه الأسبوع الماضي، كما خفضت سويسرا (0.00%) ونيوزيلندا (3.25%) الفائدة في وقت سابق، مما يعكس اتجاهاً عالمياً واضحاً نحو دعم النمو الاقتصادي عبر التيسير النقدي.
الدوافع الأعمق وراء هذه الارتفاعات:
خفض معدلات الفائدة يوفّر سيولة أكبر لتمويل الاستثمارات، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى حالة من الطمع والجشع، حيث يراهنون على تحسن أرباح الشركات ويرفعون قيمتها السوقية، حتى في ظل أداء اقتصادي ليس بالقوة السابقة. هذا التفاعل المسبق مع خفض الفائدة — قبل ظهور تحسن فعلي في البيانات الاقتصادية — يعكس سياسة التسعير المسبق التي تدفع الأسعار للصعود المبكر.
إلى جانب ذلك، هناك مزيج من الارتياح النسبي بشأن الحرب التجارية، مع الاعتقاد بأنها لن تكون مدمرة بشكل كامل، بل ستتسبب ببعض الضرر القابل للتحمل مقارنة بالسيناريوهات الأسوأ. كما يضاف إلى ذلك الأمل في إمكانية إنهاء بعض الحروب، خاصة مع ترقّب الأسواق لاجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، والذي قد يحمل مؤشرات تهدئة جيوسياسية.