تشهد الساحة الأمريكية واحدة من أكثر المواجهات حدة بين السياسة ورجال الأعمال، بعد اندلاع صراع علني بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، على خلفية نزاع ضريبي ضخم تهددت بسببه استثمارات فضائية وأمنية وعقود حكومية بمليارات الدولارات.
بداية الخلاف: ضريبة وتهديدات
ترامب وصف ماسك بأنه “مجنون” وهدد بقطع جميع عقود الحكومة الأمريكية مع شركاته، وعلى رأسها “سبيس إكس” و”تسلا”، في محاولة للرد على انتقادات ماسك لمشروع قانون الموازنة الضخم الذي يدفع به ترامب والجمهوريون.
ماسك يرد بتعليق ساخر وقرار مفاجئ
ماسك رد بسخرية قائلاً “امضِ قدمًا، اجعل يومي أفضل”، ثم أعلن عبر منصة “إكس” أنه سيبدأ فورًا في تفكيك مركبة “دراغون” الفضائية التي تعتمد عليها وكالة ناسا في إيصال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما وصفته مصادر بأنه قد يهدد بقاء رواد الفضاء على متن المحطة.
أهمية مركبة دراغون
مركبة “دراغون” التابعة لسبيس إكس تعتبر الخيار الوحيد المتاح حاليًا للولايات المتحدة لإرسال الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية وإعادتهم، خصوصًا بعد فشل كبسولة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينغ في عدد من المهام. المركبة أنقذت رواد فضاء أمريكيين في مارس بعد أن تقطعت بهم السبل على متن المحطة.
تصعيد غير مسبوق
ماسك اتهم ترامب بالجحود، مؤكدًا أن دعمه لترامب كان حاسمًا في فوز الجمهوريين بالانتخابات، كما لمح إلى أن ترامب قد يكون متورطًا في ملفات جيفري إبستين، وهي اتهامات خطيرة لم يقدم عليها ماسك أي أدلة.
مستشارو ترامب يدخلون على الخط
ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، هاجم ماسك واصفًا إياه بأنه تحت تأثير المخدرات، وطالب بفتح تحقيقات فورية تشمل حالته القانونية، علاقاته مع الصين، وتاريخه مع العقاقير، بالإضافة إلى سحب كل العقود الحكومية منه.
حجم العقود المهددة
بحسب نيويورك تايمز، حصلت سبيس إكس وحدها في عام 2024 على 3.8 مليار دولار من الحكومة الأمريكية، وبلغ مجموع ما تلقته شركات ماسك من دعم وتمويل حكومي خلال العقدين الماضيين حوالي 38 مليار دولار، وفق تحليل لصحيفة واشنطن بوست.
عقود قادمة على المحك
بعض شركات ماسك مرشحة للفوز بعقود مستقبلية كبيرة، من بينها دور رئيسي في مشروع “القبة الذهبية” للدفاع الصاروخي الذي تسعى إدارة ترامب لإطلاقه، ما يزيد من تعقيد المشهد واحتمالات التصعيد.
ناسا ترد
المتحدثة باسم وكالة ناسا أكدت في بيان رسمي أن الوكالة “ستواصل تنفيذ رؤية الرئيس لمستقبل الفضاء”، في إشارة إلى استمرار التعاون مع القطاع الخاص رغم التصعيد السياسي.
خاتمة المشهد
ما بين دراغون والضرائب، السياسة والفضاء، المال والولاء، تتحول المواجهة بين ترامب وماسك إلى صراع يتجاوز المصالح الفردية ليهدد منظومات كاملة من الأمن الفضائي الأمريكي والاقتصاد السياسي في آن واحد. فهل يتوقف التصعيد أم أن المواجهة ستأخذ أبعادًا جديدة في قادم الأيام؟
سهم تيسلا ترجع 14% بالأمس.
