352
في الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة من جهة وكندا والمكسيك من جهة أخرى، وذلك على خلفية فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة وتهديدات بزيادات إضافية. في 11 مارس 2025، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم الكندية من 25% إلى 50%، ردًا على زيادة أسعار الكهرباء المصدرة من أونتاريو إلى الولايات المتحدة بنسبة 25% .
تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد الأمريكي
من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج للشركات الأمريكية التي تعتمد على الصلب والألومنيوم الكنديين، مما قد ينعكس على أسعار المنتجات النهائية للمستهلكين. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الأسواق المالية الأمريكية تراجعًا ملحوظًا بعد إعلان الرسوم الجديدة، حيث سجلت مؤشرات S&P 500 وناسداك وداو جونز أسوأ أداء لها هذا العام .
تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد الكندي
بالنسبة لكندا، فإن زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤثر سلبًا على صادراتها من الصلب والألومنيوم، مما قد يؤدي إلى فقدان وظائف في هذه القطاعات، خاصة في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو . وردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات أمريكية بقيمة 30 مليار دولار كندي، مع رسوم إضافية على سلع بقيمة 125 مليار دولار كندي ستدخل حيز التنفيذ في غضون 21 يومًا .
تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد المكسيكي
أما المكسيك، فقد أعلنت الرئيسة كلوديا شينباوم عن نيتها فرض رسوم جمركية مضادة على الواردات الأمريكية، مؤكدة أن بلادها ستتخذ التدابير اللازمة لحماية اقتصادها . من المحتمل أن تؤدي هذه الإجراءات إلى ارتفاع تكاليف السلع المستوردة في المكسيك، مما قد يؤثر على المستهلكين والشركات المحلية.
التوقعات للأيام القادمة
مع تصاعد التوترات التجارية، من المتوقع أن تستمر الحكومات والشركات في البحث عن سبل للتكيف مع الوضع الجديد. قد تشهد الأسواق المالية مزيدًا من التقلبات، وقد تتأثر سلاسل التوريد عبر أمريكا الشمالية. بالإضافة إلى ذلك، قد تسعى الدول المتضررة إلى تعزيز تعاونها مع شركاء تجاريين آخرين لتعويض الخسائر المحتملة.
في الختام، تشير التطورات الحالية إلى مرحلة جديدة من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مما يستدعي مراقبة مستمرة للتداعيات الاقتصادية المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من آثارها.