شركة تيسلا قبل أيام قليلة كانت قد أعلنت عن تسريح أكثر من 10% من قوتها العاملة العالمية.
تأتي هذه الخطوة في ظل تراجع المبيعات وتصاعد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية.
تيسلا أعلنت أنها سجلت تراجعًا في عدد السيارات المُسلمة بنسبة 8.5% في الربع الأول من العام الجاري، حيث أنها قامت بتسليم 386,810 مركبة مقارنة بالعام الماضي.
وفي نفس الوقت، أنتجت الشركة 433,371 مركبة، لكنها لم تلبي توقعات وول ستريت التي كانت تُقدر تسليم 454,200 مركبة.
آخر مرة شهدت تيسلا انخفاضًا في المبيعات كان في الربع الثاني من عام 2020 بسبب الإغلاقات التي فرضتها جائحة COVID-19.
أسباب التراجع تعود إلى النقص في التجديدات على طرازات تيسلا القديمة وارتفاع أسعار الفائدة اللذان قللا من رغبة المستهلكين في شراء السيارات باهظة الثمن، في حين بدأ منافسون في الصين، أكبر سوق سيارات في العالم، بطرح طرازات أرخص.
أداء السهم على مدار فترات زمنية مختلفة، يُظهر انخفاضًا في جميع الفترات.
خلال الأيام الخمسة الماضية، السهم انخفض بنسبة 9.50%، وفي الشهر الأخير، الانخفاض كان 4.96%.
على مدى الثلاثة أشهر الماضية، الانخفاض كان كبيرًا ووصل إلى 27.88%.
الانخفاض منذ بداية العام (YTD) وصل إلى 37.44%، ومقارنة بالسنة الماضية، السهم تراجع بنسبة 16.89%.
الانخفاضات الكبيرة قد تكون سعرت التراجع في الأداء وبالتالي قد تكون فرصة للشراء للمدى البعيد.
توقعات المحللين لسعر السهم:
السعر للسهم عند 155.45 دولار. المستهدف السعري المتوسط من قبل المحللين في السوق هو 186.30 دولار، بينما المستهدف الأدنى هو 22.86 دولار والأعلى يصل إلى 320.00 دولار.
أما فيما يخص توصيات المحللين، فهناك تغيير في التوصيات على مدار الأشهر الأربعة الأولى من العام، بدءًا من يناير وحتى أبريل.
في يناير وفبراير كان هناك غالبية توصيات بـ “شراء قوي” و”شراء”، بينما في مارس وأبريل، توجد زيادة ملحوظة في توصيات “الاحتفاظ” وظهور توصيات بـ “الأداء دون المتوسط” و”البيع”، مما يعكس ربما تغيرًا في التوقعات أو استجابة لتطورات السوق أو أداء الشركة.
لماذا تظل الآمال جيدة بشأن الشركة للمدى البعيد؟
رغم إمكانية فقدان الشركة لحصص سوقية في الصين تحديدًا لأسباب نذكرها لاحقًا، إلا أن توزيع إيرادات الشركة، التي تعتمد أكثر على مناطق أمريكا وخارج الصين، يعطي فرصًا قوية لنمو الإيرادات في المدى البعيد، وخصوصًا مع سعي الولايات المتحدة لحماية الشركات الأمريكية ومحاربة الصين تجاريًا.
اليكم إيرادات تيسلا حسب المناطق الجغرافية مع النسب المئوية مقارنةً بالإجمالي وذلك للربع الأخير من العام الماضي:
– الولايات المتحدة: 45,235 مليون دولار، تشكل تقريبًا 46.74% من الإيرادات الإجمالية.
– الصين: 21,745 مليون دولار، تشكل تقريبًا 22.47% من الإيرادات الإجمالية.
– بقية الأسواق الدولية: 29,793 مليون دولار، تشكل تقريبًا 30.79% من الإيرادات الإجمالية.
تظهر النسب المئوية أن الصين تمثل حصة أقل من الإيرادات بالنسبة لتيسلا مقارنةً بالولايات المتحدة وبقية الأسواق الدولية. ورغم أن الصين تعد سوقًا كبيرًا ومهمًا للسيارات الكهربائية، إلا أن تيسلا تعتمد بشكل أكبر على السوق الأمريكي الذي يشكل ما يقارب النصف من إيراداتها.
هذا التوزيع الجغرافي قد يُعتبر ميزة تنافسية، حيث أن الاعتماد على سوق متنوعة جغرافيًا يمكن أن يقلل من المخاطر المتعلقة بتقلبات سوق معينة ويدعم استقرار الإيرادات على المدى الطويل.
كيف تفوقت BYD الصينية على تيسلا؟
في الربع الأول من عام 2022، كانت شركة تيسلا تتصدر السوق العالمي للسيارات الكهربائية بنسبة 21%، بينما كانت حصة شركة بي واي دي أوتو 10%.
مع مرور الوقت، وصولاً إلى الربع الرابع من عام 2023، نلاحظ انعكاس الأوضاع حيث تقدمت شركة بي واي دي أوتو لتحقق نسبة 18% من السوق، متجاوزةً بذلك تيسلا التي شهدت تراجعًا إلى 16%.
هذا التطور يلقي الضوء على التحديات التي تواجهها تيسلا في الحفاظ على تفوقها في أكبر أسواق السيارات الكهربائية عالمياً، ويعكس الديناميكيات المتغيرة في هذا القطاع الحيوي.
الرسم يبين أنه لأول مرة فاقت الحصة السوقية لشركة BYD حصة تيسلا وأن النصف الثاني من عام 2023 شهد هذا التغير الكبير:
على الرغم من المنافسة الشديدة في السوق الصيني وظهور علامات على تراجع حصتها السوقية هناك لصالح منافسين محليين مثل بي واي دي أوتو، تيسلا لديها القدرة على الحفاظ على مكانتها وحتى تنمية حصصها السوقية في أسواق أخرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يبدو أن العلامة التجارية والابتكار يلعبان دورًا مهمًا في قرارات الشراء.
في المقابل، قد تجد تيسلا صعوبة في المحافظة على قوتها في الأسواق الآسيوية، حيث يبدو أن هناك توجهًا نحو خيارات أكثر اقتصادية توفرها السيارات الصينية، التي تلبي معايير السعر المنخفض والجودة المقبولة.
أداء سعر السهم وربحية السهم:
تستعد شركة تيسلا لإصدار نتائجها المالية في الثالث والعشرين من أبريل 2024، وتشير التوقعات إلى انخفاض حاد في ربحية السهم لتبلغ 35 سنتًا فقط.
الرسم البياني الذي قمت بإعداده يظهر أداء سعر سهم الشركة على مدار الفترات الماضية، موضحًا تراجعه الملحوظ في الآونة الأخيرة.
هذه النتائج تأتي متوازية مع توقعات الأرباح المنخفضة، حيث يسلط القسم المظلل في الرسم الضوء على الربع الأول من عام 2024، معززًا التكهنات بتراجع أداء الشركة المالي والذي يبدو أنه قد تم تسعير جزء كبير منه بالفعل في قيمة السهم.
فهل قد يكون من الجيد الاستثمار في السهم على عدة مراحل واضافة الاستثمارات بعد كل تراجعات إضافية؟!