يجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن في منتصف ليل اليوم بتوقيت الكويت مع قادة الكونجرس الأمريكي الأربعة سواء في مجلس النواب ومجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديموقراطي
وذلك بهدف إيجاد حل لأزمة سقف الدين الأمريكي بهدف تجنب الاخفاق عن سداد أميركا لالتزاماتها المالية لأول مرة في تاريخها
وبشكل عام فإن السوق ما يزال يرى امكانية لايجاد اتفاق في الأيام المقبلة لتجنب هذه الأزمة.
أيضا فإن أسواق المال تترقب غدا بيانات التضخم الأمريكية وفق مؤشر أسعار المستهلكين والذي يصدر في الساعة 15:30 بتوقيت الكويت.
والقراءة تشير إلى امكانية أن يستمر سنويا عند مستويات الـ 5.0% وللمؤشر الأساسي الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة سنويا عند 5.5%
بينما شهريا للمؤشر العام يتوقع أن يسجل نموا بنسبة 0.4% للعام و0.3% للمؤشر الأساسي.
تسجيل مستوى 0.3% للمؤشر الأساسي سيعني أن التضخم الأساسي يتراجع إلى هدف الفيدرالي الأمريكي
وسيدعم توقعات أن يتراجع التضخم مع نهاية العام إلى قرب الـ 3% أو 2% وبالتالي قد يكون سلبي على الدولار الأمريكي ضمن المدى البعيد
أما في حال تسجيل مفاجأة بتسجيل ارتفاع غير متوقع فذلك قد يعطي الدولار مكاسب ولكن للمدى القصير فقط
السبب الأساسي في توقعنا لتراجع التضخم السنوي في الأشهر المقبلة هو أن وتيرة الارتفاع الشهري
في رقم مؤشر أسعار المستهلكين منذ سبتمبر الماضي أصبحت منخفضة مقارنة بوتيرة الارتفاع التي سجلت في الأشهر التي سبقته
وذلك يعني أنه في سبتمبر المقبل يتوقع أن يكون قياس التغير السنوي مقارنة بسبتمبر لعام 2022 قد تراجع بشكل لافت إلى قرب مستويات هدف الفيدرالي حول 2% أو 3%
الرسم التالي يبين بالخطين الأحمر والبرتقالي كيف كانت الوتيرة حادة في الارتفاع ولكنها تباطأت منذ سبتمبر وفق الخط باللون الأسود لتميل بدرجة أقل حدة
مما سمح لتغير التضخم السنوي بأن يتراجع في الأشهر الماضية ويتوقع أن يستمر هذا التراجع وخاصة في سبتمبر المقبل بشرط استقرار العوامل الحالية.
ولذا فرغم امكانية تسجيل مفاجآت في قراءة يوم غد إلا أن تراجع أسعار النفط في الفترة الأخيرة والضعف الاقتصادي في نمو الاقتصادات الكبرى
كلها تشير إلى أن الأسعار لن تتمكن من تسجيل ارتفاعات كبيرة وأن التضخم على الأرجح سيتراجع
وهذا يمكن له أن يسمح للعملات بالاستمرار بالحركة الضعيفة في نطاقات سابقة ولكنها مازالت ضمن اتجاه صاعد أمام الدولار الأمريكي.
أما مؤشرات الأسهم وأسعار الذهب والنفط فكلها ستبقى مرهونة بتطورات الوضع الاقتصادي والإجابة على التساؤلات التي تحير الأسواق وهي:
- هل ستفلس بنوك أخرى إضافية في أميركا تدفع الأسواق للخوف وبالتالي تخفض أسعار الأسهم والنفط وتدفع الذهب للارتفاع؟
- أم أن الاقتصاد سيتحسن وسيتماسك رغم ما يتوقعه وارن بافيت من ضعف إضافي مقبل سيتعرض له الاقتصاد الأمريكي؟
كلها تساؤلات تجعل من الجيد أن يتم الحذر في التداولات الحالية بسبب حالة الضبابية الكبيرة بشأن الاقتصاد.