تشهد الأن أسواق الأسهم وباقي الأسواق المالية نوع من الهدوء ترقباً لإجتماع الفيدرالي غداً والمقرر أن يعلن فيه الفيدرالي عن معدلات الفائدة الأمريكية وهل سيكون هناك زيادة في معدلات الفائدة أم أن الفيدرالي سيُثبت الفائدة كما هي نظراً للحالة الاقتصادية الركودية التي يمر بيها الاقتصاد في الوقت الحالي، من المتوقع أن يُثبت الفيدرالي الفائدة بعد إفلاس البنوك الإقليمية الثلاثة في الأسبوع الماضي، ولكن هذا من الممكن أن يؤثر سلباً على خطة الفيدرالي في تحجيم معدلات التضخم التي مازالت مرتفعة الى الأن.
هل سيرفع الفيدرالي الفائدة أم لا؟.
أتوقع رفع الفائدة البنكية بنسبة 0.25 نقطة أساس في إجتماع غداً، والسبب الأهم بالنسبة لهذا التوقع هو شخصية جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي، فمن يعرف سياسة جيروم باول يعرف جيداً أن الفيدرالي بنسبة كبيرة سيسير كما هو في حربه ضد لتضخم، وباول يعرف جيداً أن السيطرة على التضخم أهم من أي شيء أخر، أضف الى ذلك أن الفيدرالي كانت لديه خطة حاضرة لانقاذ البنوك الصغيرة والتي عانت من ارتفاع الفائدة، ولكن هذا الذي حدث لم يؤثر على باول في شيء، فهو يعرف أن التضخم أضراره قد تفوق كثيراً الأضرار التي نجمت عن إفلاس البنوك الثلاثة، لذلك نسب احتمالات رفع الفائدة الأمريكية أعلى من نسب احتمالات تثبيتها في الوقت الحالي.
انهزام باول في حربه ضد التضخم الأن من شأنها أن تهدد النظام المالي الأمريكي، فبعد رفع معدلات الفائدة الى هذه المستويات لا يمكن أن يتراجع الفيدرالي الى الوراء، فهو كان يعرف أن تأثير رفع الفائدة سيكون له أضرار كبيرة على الأقتصاد و أسواق المالي ومؤسساتها، ولكنه وضع خطة وسيسير وفق هذه الخطة أياً كانت النتائج الأولية لهذه القرارات، باول وأعضاء الفيدرالي كانوا يعرفون جيداً أن السير نحو معدلات فائدة مرتفعة بهذا الشكل سيكون له أثر سلبي قوي ولكنهم لم يفكروا الا في التضخم وكيفية السيطرة عليه.