من أصعب التداولات في العام الجاري هو ما يحدث في سوق العملات
حيث تدخل العوامل السياسية المتقلبة بطبيعتها لتؤثر بشكل كبير على قيم العملات الرئيسية
وكما نعلم فإن الحرب في أوكرانيا قد ساهمت بشكل كبير لتغيير قيم العملات ولتصل إلى مستويات حادة لم تسجلها من قبل.
التقلبات اشتعلت منذ فبراير حيث أثرت المخاوف من توسع الحرب في أوكرانيا لتشمل مناطق أوروبية أخرى
واستمرت مع القطع المتكرر لامدادات جازبروم الروسية إلى الاتحاد الأوروبي والمخاوف من أن يجمد ذلك جزء هام من النشاط الاقتصادي هناك
مما استمر بإضعاف اليورو والاسترليني وعملات أوروبية أخرى كالكرونة السويدية والنرويجية والفرنك السويسري أيضا
وذلك رغم التعافي البسيط الذي حدث مؤخرا والذي لم يدم طويلا من قبل هذه العملات
وكان هذا التعافي قد سجل جراء تراجع بيانات التضخم في أميركا وأمكانية الانتهاء من دورة التشديد النقدي للفيدرالي خلال الأشهر القليلة المقبلة
إلا أن الضعف الذي يهدد اقتصاد أوروبا من قبل قطع الغاز والنفط الروسي لا يمكن اغفاله
حيث يمكنه أن يلغي خطط البنك المركزي الأوروبي والبريطاني وغيره من بنوك أوروبا لرفع معدل الفائدة لمستويات أعلى من الحالية
مما يعمق الفارق بين الدولار الأمريكي وغيره من العملات.
ويبقى الوضع الحالي في سوق العملات مرهون بجازبروم بالدرجة الأولى والتي لا يمكن التنبؤ بها!
اليوم أيضا سنتحدث عن العقود التي تصدر من لجنة تداول السلع في أميركا والتي تبين صافي عقود بيع أو شراء العملات
هذه العقود رغم أنها متأخرة عدة أيام عن تحركات السوق إلا أن القراءة الاسبوعية لها ناغمت في السابق بشكل جيد تحركات العملات
والبداية بالرسم التالي الذي يبين لنا حركة اليورو الاسبوعية باللون الأحمر وعقود اليورو CFTC بالأزرق
والتي تبين لنا أن المتداولين لديهم صافي عقود بيع عند 42 الف عقد
أي أنهم يراهنون على تراجع اليورو مع العلم أن هذا الرهان قد يتغير مع تغير العوامل المؤثرة على اليورو
بينما للاسترليني وفق الرسم التالي فالوضع حاليا يتحسن بالنسبة للعقود التي تتقلص في مناطق البيع
حيث كانت صافي عقود بيع عند 80 الف عقد وأصبحت مؤخرا صافي عقود بيع 33 الف عقد.
ورغم ذلك فالاسترليني لم يتجاوب ايجابا مع تراجع عقود البيع مؤخرا.
أما الدولار الاسترالي فقد تأثر بتدهور أسعار المواد من معادن وخامات والتي تشكل جزء كبير من إيرادات استراليا
وماتزال صافي عقود البيع عند أقل مستوياتها خلال عام.