تنتظر الأسواق اليوم صدور القراءة الأولية لإجمالي الناتج المحلي الأمريكي عن الربع الثاني من العام الجاري، ومن المتوقع أن تأتي القراءة سلبية بتراجع يصل لأكثر من 2%، أي أنه قد يكون تراجعًا هو الأسواء في أكثر من عامين. السؤال الأهم الآن، هل سيكون لمؤشر GDP اليوم أي تأثير على قرار لجنة السياسة النقدية الأمريكية؟
الإجابة بالطبع لا، فاللجنة النقدية بالفيدرالي الأمريكي، والتي سوف تنعقد يومي الثلاثاء والأربعاء بالأسبوع القادم، قد اتخذت قرارها مسبقًا، فكافة التصريحات الأخيرة والإجراءات المتخذة تؤكد أن لجنة الفومك الفيدرالي عازمة على اتخاذ مسار خفض الفائدة على الدولار الأمريكي، أيًا كانت البيانات الاقتصادية. إذًا كيف نتعامل مع مؤشر اليوم؟
من الجيد أن تتجاهل الأسواق ويتجاهل المضاربون هذه البيانات، حتى وإن بدت ضعيفة جدًا، فهذا كان متوقعًا منذ البداية، حيث أن الحرب التجارية الأمريكية الصينية كانت في ذروتها خلال تلك الفترة. جدير بالذكر أن توقعات النمو للربع الثالث أفضل بكثير من الربع الثاني، وما يؤكد ذلك أن البيانات الأخيرة الصادرة عن الربع الثالث جاءت أفضل من المتوقع في أغلبها، مثل بيانات التوظيف ومبيعات التجزئة.
إذًا فمن غير المعقول أن تؤثر بيانات اليوم في القرارات السوقية، لاسيما وأن الفيدرالي اتخذ قراره مسبقًا ولم يعد يعتمد على البيانات مثل ذي قبل، ولكن التفاعل مع بيانات اليوم قد يحدث فقط في حال إن جاء التراجع في النمو أقل بكثير من التوقعات.