ليس هناك شك في أن الدول المتقدمة والدول الصناعية هي دول تشجع الشركات والمشاريع الصغيرة في الوقت الحالي.
حيث يعتقد السياسيون أن الأعمال التجارية الصغيرة هي مفتاح النمو الاقتصادي. وهناك دول، مثل الولايات المتحدة، تسهل إجراءات إنشاء الشركات والمشاريع الصغيرة.
ويقدر روبرت ليتان، الخبير الاقتصادي من مؤسسة كوفمان، أنه من أجل ازدياد إجمالي الناتج المحلي لدولة ما حوالي 1%، فيجب أن تفتتح من 30 إلى 60 شركة ومشروع صغير، ويدروا أرباحًا مليونية.
ولهذا قبل أن تتخذ خطوة افتتاح مشروعك التجاري الخاص، ننصحك بتقييم بعض النقاط والتي على أساسها يمكنك معرفة هل سينجح المشروع؟ أم أن مصيرة الفشل؟
أولاً
تقييم فكرتك بشكل عام
هل فكرة مشروعك هي فكرة بسيطة يمكنك انجازها من المنزل؟ فالحقيقة إن كونك صاحب مشروع تجاري ناجح ليس بالضرورة أن تمتلك مقرًا إداريًا ضخمًا، أو محل تجاري عملاق، فبعض الأعمال يمكنك انجازها من المنزل على أكمل وجه. والمشكلة تكمن في أن بعض رواد الأعمال يحبون التفكير بشكل ضخم عند افتتاح مشروعهم الخاص، والحقيقة الأهم في هذا الأمر أن 40% فقط من الشركات الناشئة هي التي تدر أرباحًا على أصحابها، و 30% لا تدر أي ربح، والبقية عبارة عن شركات خاسرة. ولكن تشير الدراسات إلى أن الأعمال التي يتم إدارتها من المنزل تكون احتمالية نجاحها أكبر من غيرها، نظرًا لقلة المصاريف والتركيز التام في كل التفاصيل.
ثانيًا
قم بتحديد الحاجة من المشروع
ما هي طبيعة مشروعك؟ ما هي الحاجة الناقصة في السوق، والتي ستملأها أنت بإنشائك لهذا المشروع، وهل الفكرة ستجذب العديد من العملاء لها أم لا؟ للإجابة عن تلك الأسئلة من الأفضل أن تقوم بعمل استبيان صغير لشريحة كبيرة من العملاء المستهدفين لمعرفة هل هم سيهتمون بخدمتك أو منتجك إذا قمت بإنشائه بالفعل أم لا؟ أو من الممكن أن تجري استبيانًا في أحد الأماكن العامة مثل المولات التجارية.
ثالثًا
كم أنت مختلف عن نظرائك
هل مشروعك مختلف عن المشاريع المماثلة له في السوق؟ وما الجديد الذي ستقدمه لعملائك؟ إذا كان لديك منافسين، فما الذي سيجعل شخصًا ما يأتي إلى عملك بدلاً من منافسك؟ فكر في هذا الأمر جيدًا، فمثلاً هناك العديد من شركات المحمول، ولكن سر تفوق شركة أبل عن جميع نظرائها هو الاختلاف الذي تقدمه مع كل إصدار جديد لهواتفها. ففكر في أن الاختلاف هو ما يجعلك ناجحًا.
رابعًا
قم بتحليل السوق
ما حجم الشريحة المستهدفة من مشروعك؟ هل يشمل مشروعك كل من الذكور والإناث والناس من جميع الأعراق والأديان؟ ما مدى سرعة نمو السوق أو التعاقد؟ إذا قمت بتصميم منتج أو خدمة تستقطب فقط سوقاً صغيرة، سيكون من الصعب الحصول على حصة سوقية كافية للحفاظ على عمل مربح. وسيتطلب الأمر أيضًا مبلغًا كبيرًا من أموال الإعلان للعثور على الأشخاص الذين يشكلون سوقًا متخصصة. فلهذا ادرس السوق جيدًا وحاول توسيع شريحتك المستهدفة على قدر الإمكان.
خامسًا
ادرس الحصة السوقية
استنادًا إلى تحليلك للسوق، فيجب أن تعرف ما مقدار حصة السوق التي يمتلكها منافسوك حاليًا؟ وما المتبقي لك من تلك الحصة؟ أو ما هي استراتيجيتك في أخذ حصة منها؟ قد يكون لعملك جاذبية واسعة في السوق، ولكن إذا كان السوق مشبعًا بالفعل، فقد تكون معركة كسب العملاء باهظة الثمن.
سادسًا
احسب التكاليف بدقة
كم ستتكلف من الأموال لفتح مشروعك؟ إذا كانت لديك التزامات عائلية، فسيتعين عليك دفع تكاليف نفسك أولاً. قم بحساب تكاليف المشروع جيدًا واحسب أيضًا نفقاتك الخاصة جيدًا حتى تتمكن من النجاح بدون أية عوائق مادية، فرأس المال الاستثماري يجب أن يكون قويًا حتى تتمكن من تمويل المشروع بنجاح.
خلاصة الكلام
بصفتك صاحب الفكرة والمشروع، فيجب أن تضع أمام نظرك حلم بأن تكون واحدًا من تلك الشركات التي تبلغ قيمتها مليار دولار أو أكثر، ولكن تذكر أن العديد من الشركات تفشل، وهذا يرجع بشكل كبير إلى سوء التخطيط. فقبل استثمار مبلغًا كبيرًا من المال في فكرة مشروعك، قم بإنشاء خطة وتأكد من أن فكرتك هي شيء سيثير حماسة العملاء للاشتراك به أو لشرائه.