افتتحت وول ستريت تداولات جلسة اليوم على أداء يميل إلى الإيجابية خلال الساعة الأولى، مع عودة شهية المخاطرة إلى أسهم التكنولوجيا، في وقت يترقّب فيه المستثمرون انتهاء صلاحية عقود خيارات قياسية تتجاوز قيمتها الاسمية 7.1 تريليون دولار، في أكبر يوم Quadruple Witching مسجّل على الإطلاق.
خلال أول ساعة من التداول، مؤشر ناسداك المركب قاد المكاسب بدعم من أسهم الذكاء الاصطناعي، مرتفعًا بأكثر من 1%، بينما صعد مؤشر S&P 500 بنحو 0.8%، في حين أضاف مؤشر داو جونز الصناعي قرابة 255 نقطة، مستفيدًا من تحسّن المعنويات بعد جلسات من التراجع.
أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الواجهة
سجّلت أسهم Oracle قفزة تجاوزت 7% بعد الإعلان عن موافقة TikTok على بيع عملياتها في الولايات المتحدة ضمن مشروع مشترك يضم الشركة ومستثمرين من القطاع الخاص، وهو ما أعاد الزخم إلى سهم كان تحت ضغط خلال الأيام الماضية.
كما ارتفعت أسهم Nvidia بأكثر من 3% بعد تقارير أشارت إلى أن الإدارة الأميركية تراجع السماح ببيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، في خطوة اعتبرها السوق داعمة لإيرادات الشركة.
وواصلت Micron Technology مكاسبها القوية، مرتفعة بأكثر من 7%، بعد أن أكدت الشركة أن الطلب يفوق المعروض بشكل واضح، ما عزّز التفاؤل حيال قطاع أشباه الموصلات رغم بقائه دون قممه الأخيرة بنحو 4%.
ضغوط على أسهم السلع الاستهلاكية
في المقابل، تعرّضت أسهم Nike لهبوط حاد تجاوز 9%، بعد إعلان تراجع الإيرادات في السوق الصينية خلال الربع المالي الثاني، إلى جانب تأثير سلبي لزيادة الرسوم الجمركية على هوامش الأرباح، ما ضغط على قطاع الملابس الرياضية.
بيانات اليوم تضغط على الأسواق: ضعف ثقة المستهلك وتباطؤ مبيعات التجزئة يعززان الحذر العالمي
أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم صورة تميل إلى الضعف في عدد من الاقتصادات الكبرى، ما عزّز الحذر في الأسواق تجاه آفاق النمو والسياسة النقدية.
في منطقة اليورو، تراجع مناخ المستهلك الألماني (GfK) إلى -26.9 نقطة، أسوأ من التوقعات عند -23.0، ما يعكس استمرار الضغوط على ثقة الأسر في أكبر اقتصاد أوروبي. كما أظهر تقرير بوندسبنك الشهري نبرة حذرة، في ظل تباطؤ النشاط، بينما سجّل مؤشر ثقة المستهلك قراءة -15 مقابل توقعات عند -14، مؤكداً ضعف الطلب المحلي. وفي بلجيكا، بقي مناخ الأعمال في المنطقة السلبية عند -11.9.
في المملكة المتحدة، جاءت مبيعات التجزئة الشهرية دون التوقعات مسجلة -0.1% مقابل توقعات بنمو 0.3%، ما يعكس فتور إنفاق المستهلكين. كما هبط مؤشر CBI للمبيعات المحققة إلى -44، أسوأ من القراءة السابقة، ما يشير إلى ضغوط مستمرة على قطاع التجزئة.
في كندا، سجّلت مبيعات التجزئة الأساسية تراجعاً قدره -0.6%، فيما انخفضت مبيعات التجزئة العامة -0.2%، في إشارات واضحة على تباطؤ الاستهلاك، وهو ما يعزز رهانات الأسواق على نهج نقدي أكثر حذراً من بنك كندا.
أما في الولايات المتحدة، فقد جاءت مبيعات المنازل القائمة عند 4.13 مليون أقل بقليل من التوقعات، ما يؤكد استمرار تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على سوق الإسكان. كما تراجع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان (القراءة المعدلة) إلى 52.9 مقابل توقعات 53.5، في حين ارتفعت توقعات التضخم إلى 4.2% من 4.1%، وهو مزيج يثير قلق الاحتياطي الفيدرالي بين تباطؤ النشاط وبقاء ضغوط الأسعار.
بصورة عامة، تعكس بيانات اليوم تباطؤاً في الطلب الاستهلاكي عبر أوروبا وأمريكا الشمالية، مع إشارات مختلطة من الولايات المتحدة، ما يبقي الأسواق في حالة ترقب حذر لمسار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.