في ضوء تراجع زخم المحفزات التنموية مع تشديد السياسة النقدية الدولارية واغلاق منافذ التجارة العالمية وترقب أزمات أوروبية أو أمريكية وصراع عمالقة المنتجات النفطية وغيرها من مشكلات داخلية لعدد من كبرى الشركات التكنولوجية فلم تجد الأسهم العالمية إلا اللون الأحمر لهذه الخلفية
التراجعات الحادة تعمقت والمخاوف اشتعلت ولا افق لما يبشر بغير ذلك حتى الآن مع إصرار الفيدرالي على رفع معدلات الفائدة وعدم حل هذه المعضلات
فالتجارة الصينية الأمريكية لا اتفاق بشأنها بعد بين عملاقين يريد كلاهما بيع منتجاته والسيطرة على الأسواق
والمشكلات الأوروبية امتدت من بريطانيا حتى روما دون حل في الآفاق
والعم سام يستمر برفع قيمة الدولار مما عقد أعمال أسواق ناشئة ودفعها لتتجه نحو المزيد من الإفقار
بعد تدهور عملاتها وانهيار أسهمها وصعوبات تمويل مشاريعها!
وفي ظل هذه الأجواء وبعد ارتفاعات قوية في أسواق الأسهم خلال العام الماضي فلم تجد مؤشرات الأسهم لهذا العام إلا جني الأرباح والتحوط نحو التباطؤ
الذي أصاب القطاع الصناعي العالمي المستقر عند ادنى مستويات نمو في عامين تقريبا والقطاع الخدمي المشابه له مع تحسن أخير قد لا يستدام!
والآن إليكم نسب تراجعات أكبر مؤشرات الأسهم العالمية منذ بداية العام حتى اللحظة:
الداو جونز -0.72%
اس اند بي 500 متراجع 1.11%
ناسداك -0.3%
داكس الالماني -14.36%
كاك 40 الفرنسي -7.51%
فوتسي 100 البريطاني -9.87%
نيكاي 225 الياباني -5.15%
شنجهاي الصيني -20%
هانج سنج لهونج كونج -13.63%
ستوكس 600 متراجع 10.06%
اسهم التكنولوجيا كانت قد ارتفعت في العام الماضي بشكل هائل وباتت اليوم أهم أسباب تراجعات بقية الأسهم بسبب الترابط بينها
أما اسهم الطاقة ومع ارتفاع مخزونات النفط وصعوبات للاستمرار بخفض الإنتاج فقد تأثرت بتراجعات أسعار البرميل مما عمق الخسائر
كل هذه العوامل قد تعني المزيد من معاناة أسواق الأسهم العالمية في الأجل المنظور!
نورس حافظ
كبير استراتيجي الاسواق