تمتعت شركات السيارات الأجنبية بقبضة قوية على السوق الصيني، محققة أرباحًا هائلة من مبيعات ملايين السيارات لكن هذه الحقبة تقترب من نهايتها.
الشركات الأمريكية مثل فورد وجنرال موتورز تواجه تراجعًا حادًا في مبيعاتها، بينما تصعد شركات السيارات الصينية مثل BYD وXpeng بفضل أسعارها التنافسية ونجاحها في تقديم سيارات كهربائية محلية تلبي احتياجات المستهلك الصيني.
حيث انخفضت حصة مبيعات الشركات الأجنبية في الصين من 53% إلى 33% وفق الرسم التالي من عام 2022 حتى 2023
وتراجعت تسليمات فولكس فاجن من 1.8 مليون في 2023 إلى 1.34 مليون عام 2020
ومبيعات جنرال موتورز من 4 ملايين عام 2017 إلى 2.1 مليون من عام 2023 .
- أسباب التحول:
1. انخفاض إنفاق المستهلك الصيني وارتفاع معدلات الفائدة:
مع ارتفاع تكاليف الاقتراض نتيجة السياسات النقدية الصارمة، أصبح المستهلك الصيني أقل ميلاً لشراء السيارات الأجنبية التي تعتبر مكلفة نسبيًا.
ارتفاع معدلات الفائدة جعل السيارات باهظة الثمن أقل جاذبية للمستهلك الصيني، ما دفعهم إلى تفضيل السيارات الصينية التي توفر قيمة أكبر مقابل السعر.
2. تنافسية السيارات الصينية ورخص أسعارها:
السيارات الصينية، وخاصة السيارات الكهربائية، أصبحت منافسة قوية على المستوى المحلي من خلال تسهيلات مالية وتطوير تكنولوجيا البطاريات ما ساهم في تحسين جودة المنتجات المحلية ما جعلها الخيار الأول لدى المستهلكين.
- التأثير على الشركات الأجنبية:
الشركات الأمريكية مثل فورد وجنرال موتورز، شهدت تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها هناك، حيث أصبحت هذه الشركات تعتمد بشكل أكبر على السيارات التقليدية التي لم تعد مرغوبة بنفس القدر.
وفي الوقت نفسه، تأثرت الشركات الأوروبية أيضًا بهذا التحول.
مرسيدس خفضت مؤخرًا توقعات نموها إلى 7.5% بسبب التراجع الكبير في مبيعاتها في الصين، مما يبرز التأثير السلبي الكبير الذي يواجهه عمالقة السيارات التقليدية نتيجة المنافسة الشديدة من الشركات الصينية.
- الصادرات الصينية وتوسعها العالمي:
لم تتوقف الشركات الصينية عند السوق المحلي فقط، بل توسعت بسرعة في الأسواق العالمية.
صادرات السيارات الصينية زادت بأكثر من 58% العام الماضي، ما جعل الصين واحدة من أكبر مصدري السيارات في العالم.
هذه الصادرات تشمل نسبة كبيرة من السيارات الكهربائية، مما يعزز هيمنة الصين في هذا القطاع على المستوى العالمي.
- التحول الكبير نحو السيارات الكهربائية في الصين:
يشكل تحديًا وجوديًا للشركات الأجنبية التي كانت تسيطر على هذا السوق لعقود.
دعم الحكومة الصينية لشركات السيارات المحلية وتوجه المستهلكين نحو المنتجات الأرخص والأكثر كفاءة يضع الشركات العالمية أمام خيارات صعبة.
ومع استمرار المنافسة، يبدو أن شركات السيارات الأجنبية ستواجه صعوبة متزايدة في استعادة حصتها السوقية المفقودة، بينما تستمر الشركات الصينية في توسيع هيمنتها على الصعيدين المحلي والعالمي.