توقعنا في تحليلاتنا السابقة صعود الأسهم للمستويات الحالية وقد تنبأنا بأن يصعد مؤشر ستاندرد اند بورز الى هذا المستوى وكانت الاحتمالات مرتفعة في صالح هذا السيناريو نظراً الى أن هبوط الأسهم في الحركة الهابطة القادمة على المدى المتوسط والبعيد لم يكن ليأتي قبل هذا الصعود والذي في الغالب يأتي كحركة لإعادة اختبار مستوى قمة الاتجاه العام للأسعار ليقنع المستثمرين بأن السوق قد يكون انتهى من الهبوط وسيستكمل الاتجاه العام، ولكن في معظم الأوقات تكون هذه الحركة مجرد حركة خادعة للمستثمرين وهو ما يدفع الأسواق الى الهبوط بقوة مرة اخرى وهو السيناريو المحتمل الأن.
ولكن هبوط الأسهم من هذا المستوى قد يكون خادع أيضاً فسيستمر السعر في العناد عند هذه المستويات السعرية بسبب قوة وزخم الصعود الذي حدث في الأيام الماضية، وهو ما يعني فنياً أنه سيكون عدة محاولات انعكاسية وليست محاولة واحدة، وغالباً من الناحية الفنية أيضاً سيفشل السعر في المحاولة الأولى وربما الثانية قبل الانعكاس الى الهبوط مرة اخرى، والذي قد لا يأتي قبل الربع الأخير من العام الجاري.
أما عن الذهب والفضة فمن الطبيعي هبوطهم الأن في ظل الارتفاعات القوية التي حدثت على الأسهم الأمريكية والاوروبية وأسواق الأسهم القوية بشكل عام، ولكن لم ينتهي صعود الذهب الى الأن فمن المحتمل مع هبوط سوق الأسهم أن يشهد الذهب الحركة الصاعدة المتوقعة ولكن لن يحدث هذا أيضاً الا في ظل وجود ازمة جديدة تحدث في الأسواق والتي ستشعل تحركات الذهب الصعودية، ربما تكون هذه الأزمة ناتجة عن حدوث أزمة تضخمية جديدة أو أزمة مالية ناتجة عن رفع معدلات الفائدة البنكية لا أحد يعرف ولكن الاحتمالات الأكبر الأن أنه سيكون هناك حدث ما سيدفع أسعار الذهب الى الصعود مرة اخرى لتستكمل الحركة الصاعدة القوية والتي قد لا تنتهي قبل وصول الذهب الى مستوى سعري تاريخي جديد. هذا قد ياخذ بعض الوقت أيضاً.
اليورو أمام الدولار الأمريكي في رأينا قد صعد أعلى من المفترض في المرحلة الحالية، لذا قد يشهد اليورو بعض الحركات الهابطة أمام الدولار الأمريكي في التداولات القادمة، نظراً الى وصول السعر الى مستويات سعرية مرتفعة جداً في الوقت الحالي وكان هذا الصعود تأثراً بصعود سوق الأسهم وهبوط الدولار الأمريكي في الاسابيع الماضية ولكن مازالت احتمالات صعود الدولار الأمريكي قائمة نظراً الى تحوط المستثمرين ضد مخاطر هبوط الأسهم في الوقت الحالي، تذكر أن ارتفاع سوق الأسهم بهذا الشكل يعني زيادة معدلات التضخم في أسعار الأصول المالية، وهو ما قد يدفع السوق الى الانفجار في أي لحظة، فالتضخم الناتج عن ارتفاع أسعار الاصول المالية بهذا الشكل هو ما يسمى الفقاعة عندما تصل الأسعار الى مستويات سعرية مبنية على المضاربات السعرية على المدى القصير، مما سيدفع أسواق الأسهم الى الهبوط بقوة بكل تأكيد.