هل يستمر الذهب في الصعود أم ينعكس من المستويات الحالية؟.

نظرة عامة على السوق
انخفض سعر الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، حيث شجع هدوء أسواق السندات وارتفاع الدولار الأمريكي المستثمرين على التحول إلى الأسهم. يأتي هذا التراجع في أعقاب ارتفاع قوي استمر أسبوعين، دفع المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى جني الأرباح. ويشير المحللون إلى أن هذا التراجع يعكس تحولاً في المعنويات وليس تغييراً هيكلياً في توقعات الذهب على المدى الطويل.

وصرح خبير استراتيجي في أسواق السلع الأساسية في سنغافورة قائلاً: “استفاد الذهب من الطلب على الملاذ الآمن، لكن هدوء الأسواق يقلل من الحاجة الملحة للتحوط”. وقد أدى تراجع تقلبات سوق السندات إلى تخفيف المخاوف المباشرة بشأن المخاطر النظامية، مما سمح للأسهم بجذب تدفقات جديدة.

سياسة الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء وسط تباطؤ سوق العمل
لا تزال توقعات السياسة النقدية الأمريكية محركًا رئيسيًا. أظهر أحدث مسح لفرص العمل ودوران العمالة (JOLTS) انخفاضًا في عدد الوظائف الشاغرة إلى 7.18 مليون وظيفة في يوليو، مقارنةً بـ 7.35 مليون وظيفة مُعدّلة في يونيو، مما يُبرز تباطؤًا تدريجيًا في سوق العمل. تضع الأسواق حاليًا في الحسبان خفضين على الأقل لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي بنهاية العام، كل منهما بمقدار 25 نقطة أساس، وفقًا لبيانات العقود الآجلة.

يُضعف انخفاض أسعار الفائدة الدولار بشكل عام، ويُقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المُدرّة للعائد مثل الذهب. خففت هذه التوقعات من ضغوط البيع، مع توخي العديد من المتداولين الحذر قبل تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، والذي يُعتبر حاسمًا لتأكيد الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي.

الفضة تتبع الذهب، ومخاطر الطلب لا تزال قائمة
اتبعت الفضة مسار الذهب في الانخفاض، حيث تداولت بالقرب من أدنى مستوياتها الأسبوعية بعد أن انخفضت بنسبة تقارب 1% يوم الخميس. يعكس هذا الانخفاض تراجع تدفقات الملاذ الآمن وعمليات جني الأرباح بعد ارتفاع حاد. مع ذلك، يشير المحللون إلى أن الفضة لا تزال مدعومة بديناميكيات الطلب الصناعي، لا سيما في قطاعي الإلكترونيات والطاقة المتجددة، حيث يستمر ارتفاع الاستخدام.

لا يزال كلا المعدنين شديدي الحساسية للإشارات الاقتصادية الكلية. من المتوقع أن تُقدم طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات الصادر عن معهد إدارة التوريدات (ISM)، والمقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم، مزيدًا من الوضوح بشأن زخم النمو. ويقول المتداولون إن مجموعة من الأرقام الضعيفة قد تُعزز مبررات تخفيف السياسة النقدية، مما قد يُسهم في استقرار أسعار السبائك على المدى القريب.

التوقعات قصيرة الأجل
يتداول الذهب عند 3,542 دولارًا أمريكيًا، مستقرًا فوق مستوى الدعم عند 3,520 دولارًا أمريكيًا، مع وجود مقاومة بالقرب من 3,579 دولارًا أمريكيًا. استقر سعر الفضة عند مستوى 40.91 دولارًا أمريكيًا، مدعومًا عند 40.50 دولارًا أمريكيًا، بينما تظل الأهداف الصعودية عند 41.45-41.94 دولارًا أمريكيًا على المدى القصير.

توقعات أسعار الذهب: التحليل الفني

3.PNG 75.5 KB

يتداول الذهب حول مستوى 3,542 دولارًا أمريكيًا بعد ارتداده من الحد السفلي لقناته الصاعدة. انخفض السعر لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى 3,520 دولارًا أمريكيًا، لكنه تعافى سريعًا، مما يدل على أن المشترين لا يزالون نشطين بالقرب من مستوى الدعم.

يحافظ المتوسط ​​المتحرك الأسي لـ 50 يومًا عند مستوى 3,529 دولارًا أمريكيًا على قوته كدعم فوري، بينما يظل المتوسط ​​المتحرك الأسي لـ 200 يومًا عند مستوى 3,455 دولارًا أمريكيًا بمثابة دعم أعمق للاتجاه. يستقر مؤشر القوة النسبية بالقرب من مستوى 50، متعافيًا من منطقة ذروة البيع، مما يشير إلى استقرار الزخم بعد التراجع.

تقع المقاومة عند مستوى 3,579 دولارًا أمريكيًا، مع احتمالية ارتفاع إضافي نحو مستوى 3,615 دولارًا أمريكيًا إذا استعاد المشترون قوتهم. على الجانب السلبي، يُعد مستوى 3,512 دولارًا أمريكيًا و3,475 دولارًا أمريكيًا مستوى الدعم الرئيسي التالي. بشكل عام، لا يزال الذهب يتجه نحو الصعود، ولكن التحركات قصيرة الأجل قد تظل متقلبة حتى يتطور اختراق واضح.

Related posts

تقرير الفائدة – سبتمبر 2025. وتوقعات تأثير القرار على الأسواق المالية.

تقرير شامل عن تحديثات مؤشري داو جونز وإس آند بي 500 وأسعار الذهب: التحركات، التوقعات، والتحليلات الفنية والأساسية

الحيرة ما تزال تضرب الأسواق رغم تأكيدات خفض الفائدة في السابع عشر من سبتمبر