بعد صدور بيانات التضخم في أستراليا اليوم، يمكن لنا أن نستذكر أن الدولار الأسترالي قد تميز خلال السنوات الماضية بكون معدلات التضخم فيه أعلى من نظيراتها في الاقتصادات الكبرى الأخرى.
ونتيجة لذلك، كانت معدلات الفائدة في أستراليا خلال العقود الماضية غالبًا ما تكون أعلى من تلك في الاقتصادات الكبرى الأخرى.
وقد تأثر الدولار الأسترالي بقوة صادرات المعادن والموارد الطبيعية، بالإضافة إلى علاقته المباشرة والقوية مع الاقتصاد الصيني، مما ساعد في إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة آنذاك، وأدى إلى انتشار عمليات ما يعرف بالكاري تريد أمام العملات ذات معدلات الفائدة المنخفضة مثل الين الياباني.
ومع التغيرات المتوقعة في معدلات الفائدة، قد يتميز الدولار الأسترالي مجددًا بكون خفض معدل الفائدة في أستراليا أقل وتيرة من بقية الاقتصادات مثل منطقة اليورو التي قد تكون بحاجة إلى خفض كبير في معدلات الفائدة أو بريطانيا.
على الرغم من أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في أستراليا سجل اليوم بالقراءة السنوية ارتفاعًا بنسبة 3.5%، وهو أعلى من التوقعات البالغة 3.4%، إلا أن التضخم لا يزال بعيدًا عن هدف البنك المركزي الأسترالي الذي يتراوح بنطاق بين 2% و3%.
هذا يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية في الاقتصاد الأسترالي، مما قد يؤثر على قرارات السياسة النقدية المستقبلية.
- حركة الاسترالي التاريخية:
لذلك، من الممكن أن يشهد الدولار الأسترالي نوعًا من المكاسب أمام الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني.
وفي وقت لاحق، قد تعود عمليات الكاري تريد أمام الين الياباني، مما يجعل الدولار الأسترالي معرضًا لتحقيق مكاسب في الفترة القادمة، خاصة بعد أي تصحيح لأسعار المعادن الثمينة.
فعند تراجع أسعار المعادن الثمينة، قد يتأثر الدولار الأسترالي سلبًا بشكل طفيف، لكنه من المتوقع أن يعود تدريجيًا لتكوين مستويات أعلى.
تجدر الإشارة إلى أن الدولار الأسترالي كان قد حقق مستويات أعلى أمام الدولار الأمريكي مقارنة بالمستويات الحالية؛ حيث يتداول حاليًا عند حوالي 0.67، بينما كان قد وصل سابقًا إلى مستويات 0.7 وبلغ 0.8 في بعض الفترات.
وهذا باستثناء الارتفاعات الكبيرة التي شهدها في العقود الماضية، حيث تجاوز الدولار الأسترالي مستوى التعادل الواحد الصحيح أمام الدولار الأمريكي وفق الرسم التالي: