شهدت الآونة الأخيرة تحركات هابطة قوية للسوق الأمريكي، بعضها كان نتيجة الأحوال السياسية الأمريكية، والتي شهدت قرارات قد تبدو عنيفة بعض الشىء، خاصة فيما يخص العلاقات الأمريكية الدولية. ولكن هل هو بداية السوق الهابط؟ هل الدائرة الاقتصادية ستدخل في مرحلة الاكتفاء ومن ثم قد تشهد بعض الأسواق مزيدًا من القلق؟
في الوقت الحالي مازالت الأسواق حائرة، حيث تسير جميع المؤشرات الأمريكية في اتجاه شبه عرضي، وهو ما قد يشير إلى احتمالية الهبوط، ولكن إلى الآن لم يظهر بوادر انعكاس الاتجاه الصاعد للسوق الأمريكي. على الجانب الآخر قرر البنك الفيدرالي رفع معدلات الفائدة، وهذا يعني أن الاقتصاد قد وصل إلى مرحلة سريعة جداً للنمو، وهو ما قد يدفع أسواق السندات إلى الهبوط. ومن المعروف أن اسواق السندات تهبط ويتبعها سوق الأسهم، ولكننا في انتظار مزيد من التأكيدات على ما سيشهده عام 2019 من أحداث.
الداو حونز:
هبطت أسعار الداو جونز مرة أخرى أمس بعد أن حاول السعر اختراق مستوى 26287، وعلى الرغم من النطاق الضيق الذي تتحرك فيه أسعار المؤشر، إلا أن التداولات مازالت قوية نتيجة للمضاربات التي تتم على أسعار المؤشر. وظهر هذا في الهبوط القوي الذي حدث أمس على المؤشر، فالتكوين الواضح لتحركات السعر الأخيرة قد يميل إلى نموذج المثلث المتماثل، وهو ما يعني احتمالية استمرار الصعود، ولكن فشل السعر في اختراق القمم السابقة أيضاً يشير إلى ضعف القوى الشرائية في الوقت الحالي. أما من السلوك السعري فالسيناريو الأوضح والاحتمالية الأعلى هو استمرار الضعف واستمرار تحرك المؤشر بشكل عرضي إلى أن يتم اختراق أو كسر إما مستوى الدعم أو المقاومة.
مؤشر الناسداك ومؤشر ستاندرد أند بورز يسيرون على نفس النهج، فتحركاتهما تؤكد أن السوق الأمريكي بشكل عام ضعيف، وتأكيد المتوسطات لبعضها البعض يعني أن الأحوال الاقتصادية بشكل عام في الولايات المتحدة قد تشهد تباطؤ في النمو في العام القادم، فانطلاقات أسعار الأسهم التي كانت تحدث في السوق الأمريكي الأعوام القليلة الماضية قد تنتهي في العام القادم، وهو ما يعني أن السعر سيتحرك ببطئ، ولكنه لن ينعكس على الأقل في الوقت الحالي، حيث أن مرحلة القلق لم تظهر على السعر بعد، وإن كانت تبدو هذه المرحلة أنها المرحلة السابقة لمرحلة القلق، والتي تشهد هبوط عنيف وقوي في غالب الأمر.