كما تحدثنا سابقا فإن الانهيار المؤقت في الطلب على النفط في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية
والذي نتج عن اغلاق المصانع والشركات وفرض منع التجول
أدى لانهيار اسعار النفط الى مستويات لم نشهدها منذ حوالي 12 عام
وتقدر ادارة معلومات الطاقة الامريكية وفق الرسم التالي ان الطلب العالمي حاليا
متراجع 15 مليون برميل يوميا عن المعروض من سوائل الطاقة العالمية
وتشير تقديرات اخرى ان الطلب متراجع 25 مليون برميل يوميا
ولذا فيأتي خفض الانتاج النفطي من اوبك بلس بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا لتعويض جزء من الفارق بين العرض والطلب ولا يغطي الفجوة بشكل كامل
ولذا فإن استمرار منع التجول يؤدي لاستمرار هذا الفارق
ولكن ماذا سيحدث لو أعيد فتح الاقتصاد في النصف الثاني من هذا العام؟
عندها ستتقلص الفجوة بشكل سريع ويتوقع حينها أن يفوق الطلب المعروض
ويؤدي ذلك لتقلص المخزونات التي ترتفع حاليا في اسرع وتيرة لم نشهدها منذ تراجع الاسعار الاخير قبل 5 سنوات
حيث من نفس الرسم في الجزء السفلي منه يتوقع أن تتراجع المخزونات بداية من النصف الثاني من هذا العام
مع العلم أن هذه التقديرات لم تشمل اثر خفض الانتاج من قبل اوبك بلس ولذا فسيكون تراجع المخزونات اكبر مما هو متوقع
ويتوقع حينها أن يدفع ذلك السعر العالمي للنفط للارتفاع بشكل كبير في حال استمر اتفاق خفض الانتاج من اوبك بلس الى 2022 كما هو متفق عليه
حيث في السنوات الماضية كان الفارق بين العرض والطلب يسير بحوالي مليون الى مليوني برميل يوميا
ولكن التخفيضات في الانتاج من العام القادم متوقع ان تستمر بحوالي 5.6 مليون برميل.
من كل ذلك نستنتج أن اعادة فتح الاقتصاد في اوروبا واميركا امر هام حتى تنتطلق اسعار الطاقة للارتفاع
وأن الارتفاعات بعدها ستكون قوية والاسعار لبرنت ستستهدف 80$ والامريكي 70$ للبرميل.