تتماسك أسعار النفط عند أعلى مستوياتها التي حققتها في منتصف عام 2015 حيث يستقر حاليا الخام الأمريكي عند 56.12$ وبرنت عند 62$
هذا التماسك يأتي من عدة أسباب ونرى أن أبرزها ليس رغبة أوبك بمد اتفاق خفض الإنتاج بل هو مرتبط بالتطورات السياسية في الشرق الأوسط
هذه التطورات أيضاً ترتبط بشكل أساسي حول الحرب الكلامية بين المملكة العربية السعودية ومؤخراً جامعة الدول العربية من جهة وإيران من جهة أخرى
لا شك أن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالاحتقان السياسي والذي قد يتولد عنه تعطيل لإمدادات النفط العالمي بشكل كبير جداً في حال تفاقمت الأمور إلى مالا تحمد عقباه
وهذه المخاوف ما تزال تمسك أسعار النفط عند أعلى مستوياته في عامين ونصف
بالمقابل فقد صرح وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة أن اغلبية أعضاء أوبك يدعمون مد اتفاق خفض الإنتاج
هذا الاجتماع لأوبك سيعقد في 30 نوفمبر الجاري ويتوقع منه مد الاتفاق وذلك وفق تصريحات مسؤولين كثر في المنظمة
في عقود الـ CFTC رفع المضاربين حجم مراهناتهم على ارتفاع سعر الخام الأمريكي وذلك وفق بيانات الأسبوع الماضي
حيث ارتفع صافي عقود الشراء بـ 28.297 الف عقد إلى 409.9 الف عقد شراء
ولكن أيضا يجب الحذر كون هذه العوامل السياسية المخيفة للمستثمرين قد تتبدد مع أي ارتياح وتعيد الأسعار للتراجع بسرعة
وخاصة بالنظر إلى العقود المستقبلية للنفط تلك التي لأجل 6 أشهر نرى سعر الخام الأمريكي لا يرتفع كثيراً عن السعر الحالي حيث يقع عند 56.50$
أما لتسليم بعد 12 شهر فيقع عند 54.57$ أي بأقل من السعر الحالي !
ولبرنت تسليم بعد 6 أشهر عند 61.04$ ولتسليم بعد 12 شهر عند 59.50$ أي أقل من الحالي عند 61.95$
ولذا فإن الأسعار المستقبلية تشير إلى أنه لا توقعات بارتفاعات كبيرة في الفترة القادمة
كل هذا قد يتغير وفق تطورات أحداث الشرق الأوسط واجتماع أوبك إن حمل مفاجآت ولكن الحذر من السعي وراء هذه الارتفاعات مطلوب.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق