دائمًا ما تجد كثيرًا من المقالات والكتب التعليمية التي تتحدث عن القواعد التي يجب أن تعرفها لتصبح مضاربًا أو مستثمرًا ناجحًا في البورصة أو أسواق المال، ولكن في الحقيقة ليس هناك قواعد ثابتة للنجاح في التداول، ولو كان هناك قواعد ثابتة لكان من السهل الوصول إليها بطرق كثيرة، وكنت لتجد كثيراً من المضاربين يتعلموها ويحققون أرباحًا كبيرة من السوق.
ولكن كل شيء شخصي
نعم فكل شيء يعتمد فقط على المضارب ذاته، وما ينفع مضارب ما لا ينفع الآخر، ولا يستطيع أن يتعامل كل المضاربين بنفس المنطق والآلية لصنع الأرباح، ولكن دائماً هناك اختلافات ناتجة عن ما يراه المضارب مناسب له من وجهة نظره الشخصية.
It’s Zero sum game
هذا التعريف يعني أن التداول هو لعبة احتمالات، وأن المضارب لديه الاحتمالية أن يصنع الأرباح، وهذه النسب، أي نسب الاحتمالات، غير ظالمة لأحد، وليس هناك تفضيل لمضارب على آخر. وهو ما يعني أنك إذا كنت تعرف كيف تضارب بشكل صحيح وبأسلوب تداول ناجح وكيف تعتمد على ذاتك وتنضبط في تعاملك مع السوق، ففرص نجاحك تكاد تكون مضمونه.
في عالم التداول، والذي تسيطر عليه المؤسسات المالية الضخمة، والتي هي بدورها تربح بشكل مستمر على المدى البعيد، ستجد كثيرًا من المضاربين المنفردين والناجحين، ولكن لكي تكون مثلهم فأنت في حاجة لمعرفة الحقائق، وهي أن التداول لعبة احتمالات. ولكي تصنع أرباحًا يجب أن تتعلم ما هي الاحتمالات، وكيف تحدد نسب احتمالات نجاح الصفقات ونسب فشلها. ربما لم تكن سمعت عن هذا الموضوع من قبل، ولكني أؤكد لك أنها الحقيقة التي لن تنجح بدون معرفتها. لذلك يجب أن تعلم أن التداول يقوم به الآن أجهزة الكمبيوتر بدلاً من الإنسان أو في 90% منه، وهو ما يعني أن اللعبة كلها لعبة أرقام، ولكي تستطيع أن تهزم الكمبيوتر يجب أن تعرف ما يفعله تمامًا، في هذه الحالة من الممكن أن تفعل المثل أو أن تعرف متى تبتعد عن التعارض معه.
هناك ما يسمى بـTrading edge
وهو ما يعني الميزة الرياضية التي يجب أن تكون لديك لتفضلك نسبة الاحتمالات، وتكون أنت الرابح على المدى البعيد، ولكن في سوق التداول غالباً ما تكون الميزات تلك غير ظاهرة بشكل كبير، وإن ظهرت فتنتهي سريعاً نظراً إلى أن المحترفون والأجهزة الخاصة بالتداول الأوتوماتيكية تحددها وتعرفها أسرع منك، وهو ما يجعل منها فرصة ذهبية لصنع كثيراً من الأرباح بأقل المخاطر، ومع وجود نسبة احتمالات عالية وعائد ربحي كبير. ولكن هذا النوع من المضاربات لا يحدث كثيرًا، لأنه يعني عدم توازن كبير بين قوتي السوق (البيعية والشرائية).
ولكن هناك دائماً حل
الحل البسيط هو أن تتعلم متى تدخل ومتى تخرج من السوق بناءً على نسب الاحتمالات المتغيرة باستمرار. وعندما اتحدث عن نسب الاحتمالات فأقصد فقط أن تستطيع أن تحدد احتمالية تحرك السعر في الاتجاه المتوقع قبل أن يتحرك في الاتجاه المعاكس، وهي عملية غير مؤكدة، ولن يستطيع أحد التأكد من نسبة الاحتمالات. ولكن هناك دائماً طرق لتحديدها، وهو ما يجعل التداول مهنة مربحة على المدى البعيد، وتتميز بتوزيع عشوائي بين الأرباح والخسائر على المدى القصير.
الكازينو مثلاً دائمًا ما يكون لديه ميزة رياضية على اللاعب الجالس على الطاولة، وهو ما يعني أن بعد المراهنة بعدد كبير من المراهنات، وليكن مئة مراهنة، سيكون هو حسابياً رابح بنسبة 53 واللاعب 47.
ولكن هناك حل للتغلب على هذه المشكلة في التداول عندما تتداول على نسب احتمالات أقل، وهي إدارة الصفقات، فهو الحل الوحيد الذي من خلاله تستطيع أن تعدل نسب الاحتمالات الضعيفة لتكون في صالحك سواء قبل الدخول إلى الصفقة أو بعد الخروج منها أو أثناء وجودك داخلها بالأساس.