مازالت تحركات سوق النفط هادئة بشكل كبير وهذا جيد بالنسبة للمستثمرين والشركات والاقتصاد بشكل عام، حيث أن التحركات العنيفة لسوق النفط من المفترض ألا تكون موجودة الا في أوقات اقتصادية صعبة، وبعد اتجاه اوبك + الى خفض الانتاج ظل النفط عند مستويات ما بين 70 الى 80 دولار للبرميل، وهو مستوى جيد جداً بالنسبة لشركات النفط بشكل عام، مما أدى الى ارتفاع أسعار أسهم تلك الشركات بقوة خلال العام الماضي ومن المحتمل أن تشهد هذه الشركات مزيد من الأرباح خلال العام الجاري أيضاً، وأهم الأسهم التي شهدت أرتفاعات قوية خلال العام الماضي كانت شيفرون واكسون موبيل وتوتال وباقي قطاع الطاقة العالمي والذي استفاد من تداول النفط عند المستويات المرتفعة الحالية.
من المحتمل أن يشهد النفط مزيد من الهدوء ولكن اختراق مستوى 80 دولار يعني أن السعر قد يرتفع مرة اخرى لمستويات قريبة من 90 أو 100 دولار، وهو أمر غير مرغوب فيه بالنسبة لجميع حكومات الدول في الوقت الحالي ولكن بالنظر الى حالة التضخم العالمية في الوقت الحالي ربما يشهد النفط صعود تدريجي أو على الأقل لن يهبط الى مستويات دون ال 70 دولار، ووجود النفط عند المستويات الحالية يعد أمر جيد بالنسبة للجميع حالياً.
من الناحية الفنية مازال الاتجاه الواضح على السعر اتجاه عرضي وهو ما يعني أن السوق في حالة من حالات الاختراق، فهل يأتي الاختراق الى أعلى أو الى أسفل لا نعرف الى الأن، ولكن يمكننا استشفاف أن الاختراق قد يأتي الى أعلى نظراً لبناء القوة الشرائية والزخم الصعودي داخل الاتجاه العرضي كما هو مبين بالرسم في تحركات السعر الصعودية العنيفة الواضحة. مما قد يزيد من احتمالات الصعود قليلاً عن احتمالات الهبوط ولكن حتى وان كانت احتمالات الصعود أعلى من 50% في الوقت الحالي فمازالت احتمالات استمرار التحرك العرضي داخل الاتجاه هي الأعلى الى الأن.
يرى جميع المستثمرين الأن أن أفضل التداولات على النفط ستكون بشراء السعر من مستويات قريبة من 70 دولار وبيعه عند مستويات قريبة من 80 دولار، وهو تداول على اتجاه عرضي من الناحية الفنية لذلك كلما اقترب السعر من مستوى المقاومة 80 دولار من المرجح أن يشهد حركة تصحيحية هابطة الى أن تأتي قوة ما في السوق لاختراق الاتجاه العرضي ومن ثم انهائه، صعود الأسهم قد يسبب بعض المضاربات على النفط أيضاً لذا بما أن السعر يرتفع مع ارتفاع سوق الأسهم فهذا يشيرى الى احتمالات اختراق السعر الى أعلى أيضاً ولكن لا يعول المستثمرين على النفط على هذا السيناريو كثيراً لان التقلبات السعرية على الأسهم أعلى كثيراً من النفط.