هل تحقق أسواق الأسهم مستويات تاريخية جديدة خلال الأيام المقبلة؟

بعد الهبوط الذي حدث خلال الأسبوعين الماضيين على مؤشرات سوق الأسهم الأمريكي والذي كان قد ارتفع بقوة الى مستويات تاريخية خاصة مؤشر ناسداك الذي وصل الى مستوى 21000 نقطة تقريباً بأرتفاع يقارب ال 30% منذ ديسمبر الماضي. ولكن من المحتمل أن تكون الأسواق قد اكتفت بهذا الارتفاع الكبير والقوي فسوق الأسهم الأن عند مستويات سعرية يصعُب معها التنبأ بأي ارتفاعات جديدة في الوقت الحالي على الأقل.

أسباب الأرتفاع ومعدلات الفائدة الأمريكية. 

كانت أهم أسباب الارتفاع الكبير الذي حدث على الأسهم العالمية بشكل عام هو التنبأ بخفض معدلات الفائدة الأمريكية في القريب العاجل نظراً الى عدم احتمال الأسواق لهذه الفائدة المرتفعة، وهذا ما يحدث غالباً عندما تكون الأسواق في حالة ترقب لمثل هذه القرارات، فتتصرف الأسواق وتسبق هذه القرارات المهمة قبل حتى تحديد موعد حدوثها، وهو ما يجعل من الأسواق مؤشر قائد للأخبار الهامة وليس العكس، فالمستثمرين يقومون بالتنبأ بما سيحدث في المستقبل القريب وبالتالي تسبق الأسواق القرارات الاقتصادية، وهو ما يظهر في صورة تقبل الأسواق للقرارات الاقتصادية الهامة عندما تصدر، ما يعني ان الأسواق قد ارتفعت وامتصت خبر خفض الفائدة حتى من قبل أن يحدث، وبالتالي من المحتمل جداً ألا تصعد الأسواق بقوة في حالة خفض الفائدة قريباً وذلك لأنها قد ارتفعت بالفعل بسبب التنبأ بهذا القرار.

 

هل يحدث هبوط قوي؟ 

هناك أمر واحد لا يمكن الجدال فيه وهو ان الأسواق تهبط بشكل مستمر عندما تكون أسعار الأسهم مرتفعة جداً من الناحية المالية، وهو ما يحدث الأن فالسوق الأمريكي في الوقت الحالي يتداول عند مستويات 35.2 ضعف الأرباح وهذا طبقاً لمقياس الأسعار والأرباح PE Ratio في حين أن المتسوط التاريخي لهذا المؤشر هو 17 ضعف فقط. وبالتالي فالسوق الأمريكي يتداول عند مستويات سعرية مرتفعة جداً عن المتوسط التاريخي، وهو ما يرجح ان مستثمرين القيمة والمستثمرين على المدى الطويل لن يشتروا الأسهم عند المستويات الحالية، وهو ما يُشير الى احتمالات كبيرة أن تتجه رؤوس الاموال الى الدولار ربما وذلك لأن الأصول المالية الأخرى كالذهب مثلاً قد ارتفعت هي الأخرى بشكل قوي جداً ما يُرجح عدم ذهاب رؤوس الاموال الى هذا الأصل المالي أيضاً. وبالتالي هبوط الأسواق الى مستويات سعرية أقل من الحالية ربما ب 10% بات أحتمال قوي جداً ومُرجح أيضاً.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية