Table of Contents
هل تتغلب الاسهم على الذهب للمرة الأولى في التاريخ؟
من الواضح على تحركات الذهب في الوقت الحالي أن السعر قد وصل الى مرحلة الاكتفاء البيعي، ويظل مستوى 1700 دولار أحد أهم مستويات الدعم للمعدن الاصفر في الوقت الحالي، ومن المحتمل أن يشهد السعر بدء الصعود واستكمال الاتجاه الصاعد من هذا المستوى ولكن يجب أن نُفصل الحركة الاخيرة للذهب وننظر لها من أكثر من جانب خاصة أن من المعروف تاريخياً أن بعد كل أزمة مالية لابد أن يصعد الذهب لمدد تتراوح بين العامين الى خمسة اعوام، ولكن من المحتمل أن يحدث العكس في الوقت الذي دفع الفيدرالي بتريليونات الدولارات لانقاذ الاسواق، فهل يحدث كما حدث بعد أزمة عام 2001 والمعروف بفقاعة الانترنت؟ دعونا نرى هذه الجوانب لنوضح المستقبل القريب ..
أهم هذه الجوانب هي:
1- مدة الحركة التصحيحية:
منذ اغسطس الماضي والذهب مازال داخل الحركة التصحيحية الهابطة بعد الصعود القوي الذي حدث للسعر العام الماضي، وهذا يدل على أن السعر مازال يبحث عن منطقة جيدة للصعود مرة اخرى وجذب المزيد من الاستثمارات، ولكن طول مدة هبوط الذهب نتج من صعود سوق الاسهم بقوة ولجوء المستثمرين الى الادوات المالية ذات المخاطر المرتفعة بعد تدخل الفيدرالي والبنوك المركزية بقوة لحل ازمة فيروس كورونا، وهو ما دفع الذهب الى مستويات ال 2000 دولار ومن بعدها دخل في حركة تصحيحية مستمرة الى الان، ومن المحتمل أن تنتهي في اي وقت ولكن هل انتهاء الحركة التصحيحية يعني اننا قد نرى مستويات اعلى من مستوى اغسطس الماضي ؟
2- المستويات الفنية المتوقعة
يجب الاخذ في الاعتبار أن الذهب مازال الملاذ الامن للمستثمرين على الرغم من منافسة عملة البيتكوين له فيما يخص الاحتفاظ بقيمة النقود، ولكن حتى تتغير الموازين وتصبح العملات الرقمية منافس قوي للذهب يجب أن يكون هناك داعمين لها أكثر من ذلك بكثير، ولن يحدث هذا الا مع تغير جيل كام ل من المستثمرين، فالمستثمرين الذين ينتمون الى المدارس القديمة لن تتغير معتقداتهم بشكل مفاجىء وقد ترى هذا في أراء مستثمرين كابيل جيتس عن البيتكون أو حتى وارين بافت، ولكن بكل تأكيد سيكون للبيتكوين المستقبل كلما تجددت الاجيال الاستثمارية وهذا لان الحياة تسير بقانون واحد فقط وهو قانون التغيير.
ومن هذا يمكننا الجزم بأن الذهب في السنوات القادمة سيكون في مستويات أعلى من المستويات الاخيرة له هذا لان العملات الورقية وخاصة الدولار الامريكي مازال يفقد قيمته الشرائية يوم بعد يوم وسيظل هذا الى أن يتم رفع معدلات الفائدة ولن يحدث هذا قبل عامين أو اكثر الى أن يتم التأكد من استقرار سوق الاسهم
لهذا سنرى مزيد من الارتفاعات خلال العامين القادمين في اسعار الذهب ولكن بطء تحركات السعر الحالية لها اسباب منطقية الى جانب صعود سوق الاسهم فمازالت الاسواق تحتاج الى جذب رؤوس اموال جديدة للصعود مرة اخرى، والواضح أن جميع الاسواق الاستثمارية في الوقت الحالي تصعد بشكل جماعي وهو ما يعني أن رؤوس الاموال منقسمة بشكل كبير حالياً
ولكن لابد أن يكون هناك رابح في النهاية، والسوق المالي الذي سيتم تأكيد صعوده خلال العام الجاري سيكون الاكثر صعوداً ومتوقع أن يكون الذهب، في الوقت الحالي من المحتمل أن يظل سوق الاسهم في حركة عرضية لم نعرف أعلى نقطة فيها بعد، ولكن خلال العام الجاري سنرى ما سيحدث في الاسهم الامريكية لنرى هل السنوات القادمة هي للاسهم أم للذهب.
توقعات منطقية :
بناءاً على دراسة التاريخ نستطيع القول أن احتمالات صعود الاسهم ودخولها في اتجاه صاعد لا يتعدى ال 20%، ولكن اذا حدث ودخل السوق الامريكي في اتجاه صاعد فسيكون اتجاه قوي جداً لان هذه النسبة تعني أن المستثمرين لديهم شكوك، اما الاحتمالا الاكبر هو أن السوق سيكون خلال الاعوام القليلة القادمة في اتجاه عرضي الى حد ما، ولكننا لا نعرف حدوده العليا في الوقت الحالي، قد تكون اعلى من المستويات الحالية قليلاً ولكن من المؤكد انها ستكون أعلى من المستويات الحالية.
في هذه الحالة وهي حالة دخول الاسواق في اتجاه عرضي سيكون الذهب هو الحصان الرابح في هذا السباق وقد تجذب ايضاً عملة البيتكوين مزيد من رؤوس الاموال ولكن الذهب سيصعد بقوة في حالة عدم دخول السوق الامريكي والاوروبي في اتجاه صاعد واضح، وفي هذه الحالة قد نرى الذهب اعلى من مستويات ال 3000 دولار وربما 4000 دولار ايضاً، ولكن تذكر أن صعود الذهب يحتاج انتقال رؤوس الاموال من اسواق الاسهم والسندات الى سوق الملاذ الامن، ولن يحدث هذا الا في حالة رجوع الشكوك لدى المستثمرين من صعود الاسواق وهو ما يعني زيادة المخاطر، التحركات الاخيرة للسعر تشير الى أن النصف الاول من العام الجاري سيكون بمثابة اختبار للأسواق لتحدد من هو الرابح في الاعوام القادمة.