هل بيانات التضخم الأمريكية مقنعة للفيدرالي؟ وما دلالات بيانات بقية الاقتصادات؟

البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم تشير إلى تباينات في المؤشرات عبر مختلف الاقتصادات:

البداية ببيانات التضخم الأمريكي التي صدرت قبل قليل:

بداية، مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري (MoM) جاء بنسبة 0%، مسجلاً انخفاضاً عن التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 0.1%

 

وعن القراءة السابقة التي كانت 0.4%. هذا يعني أن الأسعار لم تشهد أي تغير يذكر من شهر إلى آخر، وهو مؤشر على ثبات الأسعار التي تحوي أسعار النفط التي تراجعت نوعا ما في الفترة الأخيرة واستقرت في اكتوبر.

 

فيما يخص مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي (YoY)، فقد أظهر البيان الفعلي نمو بنسبة 3.2% مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق،

بينما كان التوقع يشير إلى نسبة نمو 3.3% والقيمة السابقة كانت 3.7%. هذا يعكس تباطؤ وتيرة التضخم السنوي أيضا الذي يحوي أسعار الطاقة المتقلبة.

 

بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلكين باستثناء الطعام والطاقة على أساس شهري، فقد جاء الرقم الفعلي أقل من المتوقع بنسبة نمو 0.2% مقابل التوقعات التي كانت 0.3%، القيمة للشهر السابق 0.3%.

 

أما على أساس سنوي فقد سجل انخفاضاً إلى 4%، وهو أقل من التوقعات والقراءة السابقة التي كانت كلتاهما 4.1% ولكنها ما تزال غير مقنعة للفيدرالي بعد حيث ما تزال بعيدة عن الهدف عند 2%.

 

إجمالاً، تشير هذه البيانات إلى أن التضخم قد يكون في مسار تباطؤ ولكن الأساسي منه ما يزال بعيد عن الهدف للفيدرالي مما قد يستمر بخلق تقلبات في سوق السندات وتوقعات قرارات الفيدرالي والأسواق عامة للمدى القصير.

 

اليكم بقية البيانات التي صدرت اليوم في الاقتصادات الأخرى:

في أستراليا، نرى تراجعًا في ثقة المستهلك بحسب Westpac، حيث سجلت -2.6%، مقارنة بالرقم السابق الإيجابي 2.9%، مما يشير إلى تحول سلبي في معنويات المستهلكين.

من جهة أخرى، زادت ظروف الأعمال وفقاً لـ National Australia Bank من 11 إلى 13، مما يعكس تحسنًا في بيئة الأعمال.

بينما انخفضت ثقة الأعمال من 1 إلى -2، مما يظهر تشاؤمًا متزايدًا بين الشركات.

 

– في المملكة المتحدة، كانت هناك مفاجأة إيجابية في متوسط الأجور، بما في ذلك المكافآت، حيث ارتفعت إلى 7.9%، وهو أعلى من التوقعات البالغة 7.4% وأقل من القيمة السابقة البالغة 8.2%. هذا يشير إلى أن الأجور في ارتفاع، ولكن بوتيرة أبطأ.

ومع ذلك، سجل التغير في عدد العاطلين عن العمل 17.8 ألف، أقل من السابق البالغ 20.4 ألف، مما يعطي بعض الإشارات الإيجابية لسوق العمل.

 

– في سويسرا، كان هناك تحسن طفيف في أسعار المنتجين والواردات على أساس شهري، وتراجع على أساس سنوي 0.9%، مما يعكس ضعف الأسعار في الاقتصاد.

 

– منطقة اليورو شهدت استقرارًا في مؤشر أسعار المستهلكين سواء على أساس شهري بنمو 0.3% أو سنوي بنمو 3.5%، مما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية دون تغيير كبير.

كما شهدت زيادة في التوظيف على أساس ربع سنوي 0.3% وسنوي 1.4%، وهو مؤشر إيجابي لقوة سوق العمل. ومع ذلك، سجل الناتج المحلي الإجمالي تقلصًا على أساس ربع سنوي 0.1%، مما يشير إلى تحديات تواجه النمو الاقتصادي.

أما قراءة ثقة الأعمال فتباينت وفق قراءات ZEW

 

– في الولايات المتحدة، ظل مؤشر NFIB لتفاؤل الأعمال شبه ثابت، مع تغيير طفيف من 90.8 إلى 90.7.

 

بشكل عام، هذه البيانات تعطي صورة مختلطة عن الاقتصاد العالمي، مع بعض الإشارات الإيجابية لتحسن ظروف الأعمال وسوق العمل في بعض المناطق، بينما تظهر مناطق أخرى إشارات على التباطؤ أو التحديات المستمرة.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية