هناك نوعان من التحليلات في التداول كما هو معروف بالنسبة للمضاربين في الأسواق المالية، ولكن كثيرًا ما يختلط الأمر على المضارب فيما يخص استخدام التحليل. وهناك مفاهيم كثيرة خاطئة بشكل عام في التداول سببها الرئيسي التحليل، سواء الفني أو الأساسي. وعلى الرغم من اختلاف النوعين، إلا أنهما يشتركان في كونهما يتنبئان بحركة السوق القادمة. ولكن ما هو الأفضل في الاستخدام؟ هل التحليل الفني؟ أم التحليل الأساسي؟ وأيهما يمكن الاعتماد عليه دون اللجوء للآخر؟
التحليل الأساسي:
التحليل الأساسي هو قراءة البيانات الاقتصادية الخاصة بالسوق (أسهم & عملات & سلع) لمعرفة الحالة الاقتصادية الكلية أو الجزئية لدولة ما بهدف الاستثمار بها. وكلمة استثمار تعني الكثير بالنسبة لنا في هذا المقال، وهذا لأن الاستثمار عكس التداول من حيث الإطار الزمني، ففي حين أن الأول يتطلب مدد زمنية طويلة، فالثاني يتم على إطار زمني قصير يكون في الغالب خلال اليوم الواحد.
الاستثمار على كل حال يتطلب دائماً النظر في الحالة الاقتصادية للدولة، ويتم استخدام إما الاقتصاد الكلي أو الجزئي على حسب نوع الاستثمار، سواء أسهم أو عملات مثلاً، ولكن من البداية إذا كانت خطة المستثمر تتضمن الاستمرار مدة طويلة تزيد على الستة أشهر، فيجب أن يعرف إلى أين تتجه الدولة اقتصادياً قبل ضخ الأموال في السوق، وفي هذه الحالة يمكن النظر في التحليل الفني فقط لاختيار أفضل أوقات التداول أو ضخ الأموال.
ولكن هل هذا يعني أن التحليل الفني لا يمكن استخدامه للاستثمار؟ بالطبع هذا مفهوم خاطئ، فالتحليل الفني يمكن استخدامه على المدى الطويل أيضاً، ولذلك توجد أُطر زمنية تصل إلى الإطار الشهري، وهذا يعني أنه من الممكن الاعتماد على التحليل الفني في الاستثمارات طويلة الأجل. ولكن الأفضل أن تعرف الاتجاه العام للاقتصاد من الناحية الأساسية أيضًا، وهذا لدعم أفكارك الاستثمارية وزيادة ثقتك في استثماراتك وزيادة احتمالات الاستثمار في صالحك. وإن كان التحليل الفني هو في الأخير منظور آخر للاقتصاد، ويعكس حالة الاقتصاد، وهو الغرض الذي ظهر من أجله التحليل الفني عن طريق تشارلز داو، إلا أن المستثمرين دائماً يميلون إلى التحليل الأساسي حتى تكون الرؤية واضحة.
نخلص من هذا أن الغالبية العظمى من المستثمرين يستخدمون التحليل الأساسي لضخ استثماراتهم في الأسواق بنسبة تقارب الـ 80%، وهذا هو الطريق المعروف للاستثمار.
التحليل الفني:
التحليل الفني هو دراسة حركة السعر عن طريق الرسوم البيانية، وهذا كتعريف بسيط للتحليل الفني. والتحليل الفني يتم استخدامه بنسبة 80% من المضاربين على المدى القصير، إن لم تكن النسبة 100%، لأن التحليل الفني على المدى القصير هو الطريق الأنسب والأصح في التداول. الأخبار الاقتصادية في الغالب تأخذ وقتًا طويلاً حتى تظهر على حركة السعر على الشاشة، ولكن التحليل الفني استخدامه يعني التداول على الحركة السعرية الحالية أيًا كان نوع الحركة، سواء صاعدة أو هابطة. لذلك يتم استخدامه على المدى القصير ويمكن بكل تأكيد الاعتماد عليه بمفرده في التداول. ومن الأفضل ألا يكون للتحليل الأساسي أي دور في التداول على المدى القصير.
هناك فارق بين التحليل الأساسي والأخبار الدورية التي تصدر عن السوق بشكل مستمر، كالمؤشرات الاقتصادية والتي تؤثر سلباً أو إيجاباً في حركة السعر بشكل مؤقت وسريع. هناك نوع من المضاربين يتعاملون مع هذه الحركات السعرية في محاولة للاستفادة منها، ويسمى هذا النوع من المضاربات ” News Trading ” أي التداول بناءاً على الأخبار الدورية. وفي غالب الأمر يتمتع هذا النوع من المضاربات بنسبة نجاح 50% من حيث احتمالات نجاح الصفقة، لذلك إذا كنت من هذا النوع فيجب أن تحاول ضبط العائد إلى المخاطرة ليكون 2:1 على الأقل.
التحليل الفني أو التحليل الأساسي .. لا يوجد فرق
في آخر المطاف نجد أن نوع التحليل مجرد طريقة لقراءة الأسواق، ولكنها لن تكون السبب في نجاحك أو فشلك إلا إذا كنت لا تعرف ما هو التحليل أو فيما يستخدم. أما إذا كنت تستخدم هذا أو ذاك فلا يوجد فارق مادمت تستخدمهما بطريقة جيدة وصحيحة، ولكن لا تعتمد بشكل كامل على التحليل، لأن التحليل الفني أو الأساسي لا يعطيك إلا نسبة احتمالات فقط لتحركات السوق في اتجاه معين. نوع التحليل يجب أن يكون بشكل عام ضمن خطة التداول الخاصة بك، على حسب نوع الاستثمار، سواء كان قصير الأجل أو طويل الأجل. وتذكر هذا جيدًا لأن هناك كثير من المضاربين يخلطون بين التحليل الفني والأساسي، ففي صفقة يدخل بناءاً على التحليل الفني، والأخرى يدخلها باستخدام خبر معين، والثالثة تكون في وقت ظهور نتائج البطالة الأمريكية. هذا المضارب بالطبع يميل إلى العشوائية مالم يكون ضمن خطة موضوعة مسبقة، وفي الغالب لا يستطيع المضارب الاستثمار بهذا الشكل، فإن كنت تفعل ذلك فراجع مرة أخرى نتائجك، وإن كانت سلبية فبكل تأكيد هناك خطأ في خطة التداول الخاصة بك.