بلغ الذهب اليوم مستوى قريب من 1600$ للاونصة وهو الاعلى منذ عام 2013
فسارع صديق لي ليسألني بأن هل اشتري الذهب؟
فأجبته بلا.
إن سياسة اتباع السعر قد تكون مدمرة للتداولات في حال لم تكن بمحلها
وهذا ينطبق على اسعار الذهب في الفترات الاخيرة
القصة بدأت عندما كان الذهب دون 1200 $ للاونصة وصولا الى قرب 1600 $
اي اننا نتحدث عن 400 $ من الارتفاعات من مستويات تقاس على انها قرب مستويات تكلفة انتاج الاونصة
ولتقسيم المراحل التي مرت بها الاونصة في ارتفاعاتها
فقد كان تباطؤ الاقتصاد الصيني والياباني والاوروبي وثم الامريكي السبب الاول لارتفاع الاونصة وذلك جراء الحرب التجارية التي دامت لاكثر من عام ونصف.
ثم تلتها عمليات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الامريكي والاوروبي وتحفيزات نقدية صينية
كلها خفضت عوائد السندات التي حفزت الطلب على الذهب جراء قناعة أن هذه العوائد ستحتاج لاكثر من عام حتى تعود للارتفاع.
وثم حدثت موجة الارتفاعات الاخيرة التي تقريبا بحوالي 70$ للاونصة جراء توترات الشرق الاوسط.
الذهب سعر كل هذه العوامل التي نتحدث عنها ولذا فإن أي ارتفاعات قد تكون كالفخ الذي ينصب للمشترين لاسباب اهمها:
– رغبة الصين واميركا بتجنب تصعيد الحرب التجارية عبر اتفاقات اولية.
– تحسن بيانات صناعية كانت ضعيفة جدا في كبرى الاقتصادات بالرغم من ضعفها في منطقة اليورو.
– برامج التحفيز قد تعالج جزء مؤثر من تراجع الطلب الاستثماري وبوادر ذلك تبين اليوم في تحسن مناخ المستثمرين وثقتهك في منطقة اليورو.
– ان التصعيد الامريكي مع ايران قد ينتهي سريعا حيث لا مصلحة للاطراف بالحرب الشاملة المطولة.
– البريكست امام مرحلة انتقالية تعطي فرصة لترتيب التجارة الاوروبية خلال 11 شهر.
كل هذه العوامل تجعل فرص ارتفاع الذهب ضعيفة بعد كل هذه الارتفاعات التي تحققت جراء التحوط السابق.
هذه النظرة تتغير اذا شهدنا ضعف شديد في البيانات او حرب مفتوحة في الشرق الاوسط او عودة فرض الرسوم التجارية بقوة
الا ان مصلحة الجميع ان لا يتم ذلك.
ولذا فإن الذهب حاليا يعارض مصلحة الكيانات الكبرى!