شهدت سوق الأسهم الأمريكية تراجعا في الأشهر الأخيرة، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي بما يزيد عن 5٪ منذ بداية سبتمبر. وهناك عدد من العوامل التي تساهم في هذا التراجع، منها:
ارتفاع أسعار الفائدة:
يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في محاولة لمكافحة التضخم. وهذا يجعل الاقتراض أكثر تكلفة بالنسبة للشركات والمستهلكين، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. ونتيجة لذلك، أصبح المستثمرون أكثر حذراً وقاموا بسحب أموالهم من سوق الأسهم.
قوة الدولار الأمريكي:
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى في الأشهر الأخيرة. وهذا يجعل الصادرات الأمريكية أكثر تكلفة والواردات أرخص، الأمر الذي يمكن أن يضر بأرباح الشركات. كما يشعر المستثمرون بالقلق من أن الدولار القوي قد يؤدي إلى الركود في الولايات المتحدة.
التوترات الجيوسياسية:
الحرب المستمرة في أوكرانيا وغيرها من التوترات الجيوسياسية تؤثر أيضًا على سوق الأسهم. ويشعر المستثمرون بالقلق إزاء التأثير المحتمل لهذه الأحداث على الاقتصاد العالمي وأرباح الشركات.
التباطؤ الاقتصادي: هناك دلائل تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ. ويرجع ذلك إلى عدد من العوامل، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة، وتعطل سلسلة التوريد، والحرب في أوكرانيا. ويشعر المستثمرون بالقلق من أن تباطؤ النمو الاقتصادي قد يؤدي إلى انخفاض أرباح الشركات وارتفاع معدلات البطالة.
بالإضافة إلى هذه العوامل العامة، هناك أيضًا بعض العوامل المحددة التي تساهم في تراجع سوق الأسهم الأمريكية. على سبيل المثال، تضرر قطاع التكنولوجيا بشكل خاص، حيث يشعر المستثمرون بالقلق إزاء تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الشركات النامية.
من المهم أن نلاحظ أن سوق الأوراق المالية دوري، وأن فترات الركود هي جزء طبيعي من الدورة. ومع ذلك، فإن التراجع الحالي يحدث في وقت يوجد فيه عدد من التحديات الأخرى التي تواجه الاقتصاد العالمي. ويشير هذا إلى أن الانكماش قد يكون أعمق وأطول أمدا من المعتاد.
ماذا يجب أن يفعل المستثمرون؟
يجب على المستثمرين أن يفكروا بعناية في مدى تحملهم للمخاطر الفردية وأهدافهم المالية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. إذا كنت قلقًا بشأن تقلبات السوق الحالية، فقد ترغب في تقليل تعرضك للأسهم أو الاستثمار في أصول أكثر دفاعية، مثل السندات والنقد. يجب عليك أيضًا مراجعة محفظتك الاستثمارية بانتظام وإجراء التعديلات حسب الحاجة.
فيما يلي بعض النصائح المحددة للمستثمرين:
إعادة توازن محفظتك الاستثمارية: تأكد من أن محفظتك الاستثمارية تتوافق مع قدرتك على تحمل المخاطر والأهداف المالية. قد تحتاج إلى إعادة موازنة محفظتك بشكل دوري للتأكد من أنها لا تزال مناسبة لك.
استثمر على المدى الطويل: لا داعي للذعر، قم ببيع أسهمك أثناء تراجع السوق. بدلا من ذلك، ركز على الاستثمار على المدى الطويل. لقد أظهر التاريخ أن سوق الأوراق المالية يتعافى في نهاية المطاف من جميع فترات الركود.
قم بتنويع محفظتك الاستثمارية: لا تضع كل بيضك في سلة واحدة. قم بتنويع محفظتك عبر فئات الأصول والقطاعات المختلفة لتقليل المخاطر.
فكر في العمل مع مستشار مالي: يمكن للمستشار المالي أن يساعدك في تطوير خطة استثمارية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتك وأهدافك الفردية.
من المهم أيضًا أن تتذكر أن الاستثمار ليس خطة للثراء السريع. يستغرق الأمر وقتًا وانضباطًا لبناء الثروة من خلال الاستثمار.