هبوط الأسواق ومؤشرات الركود العالمي المحتمل.

كما ذكرنا منذ بداية العام الجاري ان الأسواق قد ترتفع بنسبة 10% من المستويات التي كانت تتداول عندها في ذلك الوقت، وبالفعل ارتفعت المؤشرات الأمريكية الى المستويات التي توقعناها والتي توقعنا عندها أيضاً أن يبدأ السوق الأمريكي في الهبوط منها، وبالفعل هبطت الأسواق بقوة خلال تداولات الأسبوع الجاري بعد بدء الهبوط الذي حدث خلال الشهر الجاري بشكل عام، ومن المحتمل أن يكون الصعود قد انتهى بالفعل بالنسبة للأسهم الأمريكية، وهي نسبة احتمالات كبيرة في الوقت الحالي، وهذا يعني ان الاقتصاد العالمي سيبدأ في الدخول في مرحلة الركود التي تحدث عنها الاقتصاديون خلال الفترات الماضية.

هل يعيد مؤشر ستاندرد أند بورز مستويات 4500 نقطة مرة اخرى؟

من المحتمل أن ترتفع الأسواق في حالة ثبت الفيدرالي معدلات الفائدة في الاجتماعات القادمة، وهذا الصعود سيكون بكل تأكيد ضعيف مقارنتة بالهبوط الحالي مما سيجعل من الحركة الصاعدة حركة اعادة اختبار لمستويات قمة الاتجاه الصاعد الذي تكون خلال العام الجاري، ولكن احتمالات الهبوط مازالت قوية جداً ومازال هناك تخوف كبير جداً لدى المستثمرين، ببساطة يمكننا القول أن المرحلة الحالية ليست جيدة لشراء الأسهم فالقيم السوقية مرتفعة جداً والاقتصاد غير جيد بشكل عام مما يعني ان الأسواق بها مضاربات كبيرة وبالتالي قد تهبط الى مستويات سعرية أقل كثيراً من المستويات الحالية، من المتوقع أن يهبط مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 25% في المتوسط خلال العام القادم.

 

تأثير ذلك على سوق العملات.

أما عن سوق العملات الأجنبية كما ذكرنا من قبل فسيكون عليه تأثير قوي في حالة تأكد الأسواق من الركود، فالدولار الأمريكي سيشهد ارتفاع قوي أمام باقي عملات العالم بسبب اتجاه المستثمرين الى تسييل الأصول المالية التي سيكون العائد عليها غير مجدي، وبسبب تحوط المستثمرين أيضاً تحسباً لهبوط الأسهم الى قيم سوقية جيدة تمكنهم من الشراء عند مستويات جيدة، لذلك الدولار الان يعتبر هو الاستثمار الامثل بالنسبة لكثير من المستثمرين، وبالتالي اليورو والباوند وربما الين الياباني أمام العملات الثانوية سيكونوا أقوياء جداً، ولذلك من الجيد المراهنة على هبوط العملات الثانوية بشكل عام وقت الركود، وهذه العملات هي الدولار النيوزيلندي والكندي والاسترالي، فهذه العملات تُسمى عملات المخاطر، وهي تصعد مع صعود سوق الأسهم بسبب زيادة الطلب عليها للأستثمار في هذه الاسواق وسنداتها التي غالباً ما تُعطي عوائد مالية افضل من السندات الامريكية.

لذلك من الجيد توقع حدوث اتجاهات سعرية صعودية على العملات القوية وبالأخص الدولار الامريكي وهذا يعني أيضاً انه يجب على المستثمرين مراقبة سوق الذهب والفضة، فبالحديث عن التحوط ضد المخاطر فهذا يتطلب أيضاً مراقبة الملاذ الامن الأول بالنسبة للمستثمرين، وهو الذهب والذي يرتفع بقوة في وقت تاكد المستثمرين من ازمة ما، ولكن كما هو واضح ان الذهب يهبط في الوقت الحالي وهذا ما يحدث دائماً مع الذهب، فهو يهبط الى أن تحدث ازمة مالية ما نتيجة المشاكل الاقتصادية وبالتالي يرتفع بسرعة جداً، ولذلك دائماً ما يسبق المستثمرين المتحوطين الأسواق في هذا الشأن، فهم يشترون الذهب قبل حدوث الأزمات طالما ان هناك احتمالات لحدوث الأزمات.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية