نظرية داو جونز في التحليل الفني

 

كثيرًا ما نسمع عن نظرية داو في التحليل الفني وسط المميزات والعيوب والانتقادات التي توجه لها في الآونة الأخيرة، وهل تنطبق على السوق بحالته الحالية أم لا؟ ولكن تظل نظرية داو هي إحدى النظريات القليلة في علم التحليل الفني والتي تعتبر حجر الأساس بالنسبة لمبادىء التحليل الفني بشكل عام، فضلاً عن أن تشارلز داو هو في الأساس الأب الروحي لعلم التحليل الفني لما كتبه من مبادىء وتحليلات للحالة الاقتصادية في عصره. ومنذ ذلك الحين أصبح التحليل الفني أداة تنبؤ بحالة الأسواق المالية، و كانت أول قواعد انطلق منها التحليل الفني ليتفرع ويصبح كما هو عليه الآن هي القواعد التي وضعها تشارلز داو.

 

تعتبر نظرية الداو هي الأقدم والأشهر في شرح كيفية تحديد الاتجاه العام للأسعار، أسعار الأسواق المالية حاليًا، وإن كان تشارلز داو في الأساس ينظر للمتوسطات لمعرفة حالة الاقتصاد ككل، ولكن أصبحت النظرية هي حجر الأساس لمعرفة الاتجاه العام للأسعار وتحديد نقاط الانعكاس للاتجاه العام للأسعار.

 

هدف النظرية ..

كان هدف نظرية داو هو معرفة التغيرات التي تحدث في الاتجاه العام للأسعار، إلى جانب الاتجاهات الثانوية أيضاً، وكان يرى تشارلز أنه بمجرد تأكد وجود الاتجاه، فهو يظل فعال إلى أن يتأكد انعكاسه. وكان اهتمام تشارلز داو فقط بتحديد الاتجاه ذاته وليس مدته أو حجمه، أي كان يهتم فقط بتحديد نوع الاتجاه.

 

بدأ تشارلز داو في متابعة أحوال البورصة الأمريكية في الفترة ما بين 1900 إلى 1902 حينما كان ينشر كتاباته في جريدة وول سترييت جورنال، ومن هنا اتخذ تشارلز قاعدة أن أحوال البورصة تعطي مؤشر ومعلومات قوية عن حالة الاقتصاد والحالة المالية في الدولة بشكل عام، فقام بجمع عدد من الأسهم الصناعية وأخرى من أسهم المواصلات كمؤشر قوي على حالة الاقتصاد، فحينما تكون اتجاه أسعار الأسهم الصناعية مثلاً متجهة إلى أعلى ويصاحبها في ذات الاتجاه أسهم قطاع النقل والمواصلات، فهذا يعني أن الاقتصاد بحالة جيدة.

واختار تشارلز داو هاتين الفئتين لأن في هذا الوقت كان القطاع الصناعي الأمريكي هو الأهم بالطبع، أما المواصلات فهي بالتبعية متساوية في الأهمية مع القطاع الصناعي نظراً إلى أنها مكملة له، فالسلع التي يتم إنتاجها يجب أن تنقل بأمان إلى منافذ البيع. ولذلك كان من الممكن التعويل على هذه القطاعات في معرفة حالة الاقتصاد والسوق والأعمال.

الغريب أن تشارلز داو لم يكن يقصد بكل ذلك معرفة حالة البورصة والأسهم من الأساس، ولكن كان هدفه هو معرفة حالة الاقتصاد، وبعد ذلك جاء خليفته ويليام بيتير هاميلتون ليكمل مشوار تشارلز داو عندما قام بجمع كتابات تشارلز داو وسماها مبادىء داو، و قام بصياغة النظرية كما نعلمها اليوم.

 

في المقال القادم سنتحدث عن مبادىء نظرية داو، ونظراً للتعقيدات التي تتسم بها نظرية داو فستكون الدراسة على أكثر من مقال، لنحاول تبسيط المعلومات ونرى كيف يمكن تطبيقها على الأسواق والاستفادة منها ومعرفة كل ما يخصها من الناحية الفنية والعملية.

Related posts

تاريخ التحركات الكبرى للبيتكوين وأهم الأسباب

تأثير ترامب على أسواق الأسهم: نظرة على الماضي وتوقعات المستقبل

دليل شامل عن رؤساء أمريكا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري