نسب التراجعات واسبابها في مؤشرات الأسهم الأمريكية 

تواصل مؤشرات الأسهم الأمريكية تسجيل تراجعات هذا الأسبوع، متأثرةً بمخاوف الركود الاقتصادي المتوقع في الفترة المقبلة نتيجة تصاعد الرسوم الجمركية واستمرار الضبابية بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. وتزداد هذه المخاوف بشكل خاص بسبب اعتماد أكثر من 50% من إيرادات الشركات الكبرى المدرجة في مؤشر S&P 500 على الأسواق الخارجية، مما يعزز القلق من انخفاض قيم هذه الشركات نتيجة تراجع محتمل في ربحيتها.

تحليل نسب التراجع في المؤشرات الرئيسية

حتى اللحظة، تظهر البيانات أن التراجعات متفاوتة بين المؤشرات الرئيسية في السوق الأمريكي:

  • مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100): تراجع بأكثر من 12% من آخر قمة له، متأثراً بشكل كبير بالضغوط على أسهم شركات التكنولوجيا التي تعتمد بشكل أساسي على سلاسل التوريد العالمية والأسواق الخارجية.
  • مؤشر S&P 500: سجل انخفاضاً بحوالي 8%، ما يعكس متوسط السوق بين القطاعات المختلفة، إذ يضم المؤشر شركات من مختلف الصناعات التي تتأثر جزئياً بالتوترات التجارية والتوقعات الاقتصادية.
  • مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones 30): كان الأقل تراجعاً بين المؤشرات الثلاثة، حيث انخفض بحوالي 6% فقط، مدعوماً بزخم إيجابي في بعض أسهمه، لا سيما تلك المرتبطة بالقطاعات الدفاعية التي تستفيد من تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية والتوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع.

العوامل التي ساهمت في استمرار التراجعات اليوم

كان لتصريحات أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم دور كبير في استمرار الضغوط على الأسواق، حيث أكدوا عدم الحاجة إلى تغيير السياسة النقدية في الوقت الحالي، مبررين ذلك بأن:

  • الرسوم الجمركية ستؤدي إلى رفع التضخم، مما يجعل خفض الفائدة غير مبرر في الوقت الراهن.
  • البيانات الاقتصادية الحالية تُظهر أداءً جيداً، مما يقلل من الحاجة إلى تحفيز إضافي عبر السياسة النقدية.

لكن الأسواق، التي تستبق التطورات المستقبلية، نظرت إلى تصريحات الفيدرالي من منظور أوسع، حيث تزايدت المخاوف من أن السياسات التقشفية الحكومية، خصوصاً تلك المتعلقة بإدارة ضبط الميزانية الفيدرالية بقيادة إيلون ماسك، ستؤدي إلى فقدان حوالي نصف مليون وظيفة على الأقل خلال الأشهر المقبلة.

  • من المتوقع أن تنعكس هذه السياسات سلباً على بيانات طلبات إعانة البطالة، معدلات البطالة، وعدد الوظائف المضافة في الاقتصاد الأمريكي.
  • إضافة إلى ذلك، فإن ثقة المستثمرين لا تزال متراجعة بفعل الحرب التجارية وتعقيداتها، مما يزيد من الضغوط على الأسواق.
  • ثقة المستهلكين أيضاً مهددة بالتراجع نتيجة الارتفاع المتوقع في التضخم، مما قد يحد من القدرة الشرائية ويدفع نحو تباطؤ اقتصادي أعمق.

تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال جلسة اليوم

تشهد الأسواق الأمريكية اليوم ضغوط بيعية قوية أدت إلى تراجع واضح في المؤشرات الرئيسية، حيث تعكس هذه الانخفاضات تزايد المخاوف بشأن السياسة النقدية والتوترات الاقتصادية العالمية.

أداء المؤشرات حتى الآن

🔻 مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA): يتراجع بمقدار 490.77 نقطة (-1.15%) ليستقر عند 42,310.94 نقطة.
🔻 مؤشر S&P 500: ينخفض بمقدار 124.38 نقطة (-2.15%) ليصل إلى 5,645.81 نقطة.
🔻 مؤشر ناسداك (NASDAQ 100): يتراجع بشكل حاد بمقدار 628.65 نقطة (-3.45%) مسجلاً 17,567.57 نقطة، ما يعكس الضغوط القوية على أسهم التكنولوجيا.
🔻 مؤشر راسل 2000 (Russell 2K): يتراجع بمقدار 30.86 نقطة (-1.48%) ليصل إلى 2,044.62 نقطة.

النتيجة

إن مزيج هذه العوامل، من التشديد النقدي المستمر إلى التوقعات السلبية بشأن سوق العمل وثقة المستثمرين والمستهلكين، أدى إلى استمرار التراجعات في مؤشرات الأسهم الأمريكية. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه ما لم تحدث تغييرات جوهرية في هذه العوامل، سواء عبر تهدئة التوترات التجارية، أو تراجع الضغوط التضخمية، أو تعديل السياسة النقدية من قبل الفيدرالي.

 

Related posts

تراجع أهمية البيانات الاقتصادية أمام تأثير الرسوم الجمركية وتوجهات الأسواق

الحرب التجارية تشتعل مرة أخرى والأسواق الأمريكية تنزف بسبب تصريحات ترامب.

ترامب والأسواق المالية بحالة من التوتر الشديد