ارتفاع الأسواق الأوروبية وسط تفاؤل اقتصادي ودعم من القطاع الدفاعي
سجلت الأسواق الأوروبية مكاسب قوية اليوم، مدفوعة بتحسن بيانات القطاع الصناعي وتراجع التضخم، إلى جانب انتعاش أسهم شركات الدفاع بعد إشارات إلى زيادة الإنفاق العسكري في عدة دول أوروبية.
تراجع التضخم يعزز التوقعات النقدية
وفقًا للبيانات الصادرة عن “يوروستات”، انخفض معدل التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4% في فبراير، متراجعًا من 2.5% في يناير، لكنه جاء أعلى بقليل من التوقعات عند 2.3%. هذا التراجع، يعزز من التفاؤل بإمكانية تحقيق هدف البنك المركزي الأوروبي 2%، مما قد يدعم التوقعات بتخفيف السياسة النقدية في الاسبوع الحالي.
تحسن القطاع الصناعي رغم استمرار الانكماش
شهد القطاع الصناعي في منطقة اليورو تحسنًا، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI) إلى 47.6 في فبراير، مقارنة بـ 46.6 في يناير، مسجلًا أعلى مستوى له منذ أوائل 2023. ورغم استمرار الانكماش في القطاع، إلا أن تباطؤ وتيرة التراجع يشير إلى احتمالية استقرار الاقتصاد الصناعي خلال الأشهر القادمة.
اندفاع أسهم شركات الدفاع وسط خطط لزيادة الإنفاق العسكري
الدوافع وراء الارتفاعات في القطاع الدفاعي
- اجتماعات القادة الإقليميين التي ركزت على تعزيز الإنفاق العسكري لدول المنطقة.
- التقارير عن خطط الحكومة الألمانية الجديدة لإنشاء صناديق تمويل خاصة للبنية التحتية والدفاع، بما قد يفتح استثمارات بقيمة 400 مليار يورو.
- التزام بريطانيا بزيادة إنفاقها الدفاعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعزز التوقعات باستثمارات كبيرة في هذا القطاع.
مكاسب قوية للمؤشرات الأوروبية
في ظل هذه المعطيات، حققت الأسواق الأوروبية مكاسب قوية:
- STOXX 600 ارتفع بنسبة +0.55% إلى 560.24 نقطة.
- DAX الألماني سجل زيادة +1.11% ليصل إلى 22,801.20 نقطة.
- CAC الفرنسي صعد بنسبة +0.74%، بينما ارتفع FTSE MIB الإيطالي بنسبة +0.60%.
- مؤشر قطاع الدفاع والفضاء الأوروبي قفز بنحو 6%، متجهًا نحو أفضل جلسة تداول له في خمس سنوات.
الصين:
تشير أحدث البيانات إلى أن النشاط الصناعي في الصين شهد توسعًا بأسرع وتيرة له في ثلاثة أشهر خلال فبراير، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن Caixin/S&P Global إلى 50.8، متجاوزًا توقعات السوق عند 50.4. يأتي هذا التحسن بعد صدور المؤشر الرسمي لمديري المشتريات التصنيعي، الذي ارتفع إلى 50.2 مقارنة بـ 49.1 في يناير، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء. كما شهد قطاع الخدمات والإنشاءات نموًا طفيفًا، حيث صعد مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي إلى 50.4 من 50.2 في يناير، مما يعكس تحسنًا تدريجيًا في أداء الاقتصاد الصيني.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار انخفاض التضخم، وتحسن بيانات القطاع الصناعي، وزيادة الإنفاق الدفاعي، يبدو أن الأسواق الأوروبية قد تواصل مسارها الإيجابي خلال الفترة القادمة. ومع ذلك، تبقى العوامل الجيوسياسية والمخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي من العوامل التي قد تؤثر على الاتجاه العام للأسواق.