بين إشارات التفاهم الأوروبي الأميركي، وتكتم الحذر في ملفات الصين وكندا والمكسيك، يبدو أن العالم يقف على حافة تحوّل جديد في العلاقات التجارية العالمية. ورغم تقدم المفاوضات في بعض المسارات، إلا أن التهديدات الجمركية ما زالت تُخيم على المشهد العالمي، ما يجعل أي انفراجة حتى الآن جزئية ومؤقتة.
🇪🇺 الاتحاد الأوروبي: اتفاق أولي تحت سقف 10%
- تسود أجواء تفاؤل مشروط في المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تشير المؤشرات إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق يضع رسوماً أساسية بنسبة 10% بدلاً من الرسوم المرتفعة التي دعا إليها ترامب سابقًا (50%).
- وزيرة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت على التزام أوروبا بمبادئها واستعدادها لجميع السيناريوهات، مشيرة إلى أن أوروبا “تعمل بحسن نية ولكنها لا تفرّط بمصالحها”.
- من جانبه، أشاد وزير التجارة الأمريكي بعروض الأوروبيين، قائلًا إنها حقيقية وتشمل فتح الأسواق الأوروبية للمنتجات الزراعية والبحرية الأمريكية.
ومع ذلك، لا يزال الاتفاق “قيد الدراسة” من قبل الرئيس الأمريكي، ما يعني أن المصير النهائي للمحادثات لا يزال معلقًا.
🇨🇳 الصين: تفاهم سابق هش وإطار غير ملزم
- جرت محادثات بين الجانبين الأمريكي والصيني مؤخراً، وتم الإعلان عن “إطار تفاهم” يهدف إلى تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة.
- إلا أن هذا التفاهم لا يزال غير ملزم قانونيًا، ويفتقر إلى تفاصيل تنفيذية واضحة، وسط تحذيرات صينية من أن أي تراجع أميركي قد يؤدي إلى انهيار التقدم المحقق.
- المناخ لا يزال هشًا، والتوترات السياسية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والملكية الفكرية، لا تزال تلقي بظلالها على العلاقة.
🇨🇦🇲🇽 كندا والمكسيك: استقرار مؤقت بانتظار المراجعة
- اتفاق التجارة الحرة الأمريكي-المكسيكي-الكندي (USMCA) ساري المفعول منذ عام 2020، ولم يُسجل فيه خلافات حادة مؤخرًا.
- لكن مراجعة شاملة للاتفاق مقررة في الربع الرابع من 2025، وقد تتخللها مطالب أمريكية بإعادة التفاوض حول بعض البنود المتعلقة بسلاسل التوريد أو المحتوى المحلي.
- كندا، تحديدًا، تميل إلى مناقشة قضايا ثنائية مع واشنطن قبل الدخول في مراجعة جماعية للاتفاق.
- زيادة الرسوم ممكنة في حال فشل المفاوضات الحالية.
⚠️ الخطر لم ينتهِ… وكل الاحتمالات ما زالت مفتوحة
رغم الإشارات الإيجابية مع الاتحاد الأوروبي، فإن بقية الجبهات لا تزال معرضة للاشتعال مجددًا.
- الحرب التجارية مع الصين قد تعود بسهولة في حال تغيّرت الظروف أو تصاعدت المواجهات السياسية.
- مفاوضات أمريكا الشمالية قد تأخذ طابعًا تصادميًا بعد الانتخابات المقبلة.
- حتى الاتفاق الأوروبي المرتقب، فهو حتى الآن لا يتجاوز كونه إطار تفاهم، وليس اتفاقًا نهائيًا.
الأسواق تتنفس بحذر…
فبين تقدم تفاوضي مع أوروبا، وغموض في ملفات آسيا وأمريكا الشمالية، تبدو واشنطن في موقع إعادة تشكيل تحالفاتها التجارية، ولكن دون إزالة خطر التصعيد.
السيناريو الأكثر ترجيحًا حاليًا:
تقدم تدريجي مع الاتحاد الأوروبي، مقابل بقاء التوترات قائمة (ولو بهدوء مؤقت) مع الصين والمكسيك وكندا.
أي تغير في السياسات الأميركية أو عودة الخطاب الحمائي قد يعيد إشعال الحروب التجارية خلال فترة وجيزة.