تشهد الأسواق تفاعلاً ملحوظاً، حيث تتحرك الأسهم ومؤشراتها الأمريكية ضمن نطاق مستوياتها الحالية الهامة. في هذا التقرير، سنستعرض مستويات الدعم الهامة التي تشكلت خلال الأيام الماضية، مع التعديلات التي طرأت عليها. كما سنتطرق إلى حركة الذهب، الذي يمر بموجة تصحيحية هابطة قصيرة الأمد، في ظل اتجاه طويل الأمد لا يزال صاعدًا.
نبدأ أولاً بمؤشرات الأسهم الأمريكية.
مؤشر SP500 (العقد المستقبلي):
يتبين من الصورة أن المؤشر حافظ على مستويات الدعم حول 5808، وهو المستوى الذي شهد إغلاقات يومية أعلى منه خلال الأسبوع الماضي، كما أنه يمثل تقريبًا أدنى سعر سُجل في منتصف يناير من العام الحالي.
لذا، فإن بقاء الأسعار فوق مستوى 5800 كإغلاق يومي يعكس استمرار الاتجاه الصاعد.
كما يظهر لدينا خط اتجاه صاعد قصير الأمد للقمم يشير إلى إمكانية وصول الأسعار إلى حدود 6000، وذلك ضمن نطاق تداول ضيق، بانتظار أحداث جديدة قد تؤثر في حركة المؤشر، سواء كانت تجارية أو بيانات اقتصادية، وخاصة تلك المتعلقة بسوق العمل الأمريكي في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
مؤشر Dow Jones (العقد المستقبلي):
لدينا أيضًا الصورة التالية التي تُظهر أن المؤشر حافظ – نوعًا ما – على استقراره فوق مستوى 41700، وهو المستوى الذي شكّل قمة في يوليو من العام الماضي، ثم تحوّل إلى قاع تكرر في أكتوبر من نفس العام، وكذلك في يناير من العام الحالي.
بالمقابل، نلاحظ قممًا قصيرة الأمد، منها قمة هذا الشهر في 20 مايو، والتي جاءت أقل من قمة مارس الماضي. لذلك، يمكن اعتبار المنطقة حول 42800 كمستوى مقاومة رئيسي ينتظر السعر في حال واصل الصعود.
بذلك، يتحرك المؤشر ضمن نطاق حر نسبياً يقدَّر بألف نقطة، بين 41700 و42800، قبل أن ينجح في اختراق أحد هذين الحدين، مما قد يدفعه نحو مستويات جديدة وفق تطورات الأحداث المقبلة.
مؤشر Nasdaq 100 (العقد المستقبلي):
أما بالنسبة لمؤشر ناسداك 100، والذي يعبر عن أداء شركات التكنولوجيا الكبرى، فقد شهد نوعًا من الارتياح الأكبر في الأسواق.
المؤشر حافظ خلال الأسبوع الماضي على وجوده فوق مستوى الدعم الأساسي عند 20700، وهو مستوى يمثل قاع منتصف يناير الماضي، كما أنه كان قمة في يوليو من العام الماضي. وبالتالي، يُعد هذا المستوى دعمًا هامًا ورئيسيًا.
المقاومة الأقرب حاليًا تتمثل في المستويات التي سُجلت خلال الأيام الماضية حول 21555. إلا أن هذه المقاومة تُعتبر ضعيفة نظرًا لعدم تكرار اسبوعي كبير في تلك الأسعار، مما يجعل الطريق مفتوحًا نسبيًا نحو اختبار المستويات القياسية مجددًا، خصوصًا مع ارتفاع معدلات التقلب في هذا المؤشر مقارنة بغيره.
أسعار الذهب (العقد المستقبلي):
وفق الرسم التالي، تظهر أسعار الذهب وهي تقوم بعمليات تصحيح عبر موجات هابطة قصيرة الأجل، حيث بدأنا نرى تشكُّل “قمم وقيعان هابطة” إذا ما درسنا نمط الحركة منذ أبريل الماضي. هذا النمط يعكس نوعًا من الضعف المؤقت في الزخم الصاعد.
الذهب ارتد مؤخراً من قمة، وقد يتراجع لاختبار مستويات أدنى قد تصل قرب 3200 دولار، وهو مستوى يتقاطع مع خط الاتجاه الصاعد البارز باللون الأحمر العريض.
الوصول إلى هذا الخط قد يمثّل نقطة دعم قوية، تُمهّد لاحتمال ارتداد جديد نحو تسجيل مستوى قياسي جديد أعلى.
أما في حال كسر هذا الخط واستقر تحته، فقد نشهد تراجعًا نحو مستويات 2950 دولار. وإذا تأكد هذا الكسر ضمن الاتجاه الهابط قصير الأجل، فإن احتمالية تشكيل قاع جديد تصبح مرجّحة عند نفس المستوى (2950 دولار).
حتى الآن، هناك نوع من زخم التراجع، ما لم يخترق السعر القمة الأخيرة التي سُجلت في الأسبوع الماضي قرب مستويات 3365 دولار كأول مقاومة بارزة.