Table of Contents
بعد شهرين من التداولات الأفقية الهادئة خلال يوليو وأغسطس، تدخل الأسواق العالمية الآن مرحلة جديدة يُتوقع أن تكون مليئة بالتقلبات الحادة. ويأتي هذا التحول في وقت حساس، إذ تتجه الأنظار إلى بيانات سوق العمل الأمريكي المقرر صدورها يوم الجمعة، يليها الاجتماع المرتقب لـ الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في 17 سبتمبر، والذي قد يشكل نقطة فاصلة لمسار الأسواق خلال الفترة المقبلة.
أولًا: بيانات سوق العمل الأمريكي
تُعتبر بيانات التوظيف في الولايات المتحدة المحرك الأساسي للأسواق، نظرًا لارتباطها الوثيق بالسياسة النقدية للفدرالي.
- قراءة قوية ستدفع إلى تعزيز توقعات تثبيت الفائدة أو تأجيل خفضها.
- قراءة ضعيفة ستفتح الباب أمام خفض الفائدة في سبتمبر، ما قد يضغط على الدولار ويمنح الذهب والأسهم دعمًا إضافيًا.
التقديرات الحالية تشير إلى إضافة نحو 74 ألف وظيفة فقط في أغسطس، وهو رقم قريب من يوليو. إلا أن إشارات مبكرة من طلبات إعانة البطالة المستقرة وبيانات القطاع الصناعي والخدمي التمهيدية، توحي بوجود احتمال أن تأتي البيانات أفضل من المتوقع. مع ذلك، تبقى التقديرات بارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% مثيرة للجدل.
من الجدير بالذكر أن بيانات التوظيف كثيرًا ما تُراجع لاحقًا (revision)، ما يزيد من تعقيد الصورة ويضاعف أثرها على الأسواق.
ثانيًا: سياسة الاحتياطي الفدرالي
الاجتماع المرتقب في 17 سبتمبر سيكون تحت المجهر:
- ميل نحو خفض الفائدة قد يمنح دفعة قوية للأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات الرقمية.
- التشديد والحذر سيُبقي الأسواق في حالة تذبذب شديد، خاصة مع تضارب التوقعات بين خفض قريب أو تأجيله إلى ديسمبر أو مارس.
كما أن التقارير الاقتصادية التي سينشرها الفدرالي ستكشف رؤى الأعضاء بشأن المسار المستقبلي، ما قد يزيد من الانقسام داخل الأسواق.
ثالثًا: العوائد والسندات الأمريكية
شهدت عوائد السندات طويلة الأجل مستويات مرتفعة متواصلة، مما ضغط على أسواق الأسهم، خاصة على الشركات ذات المديونية العالية. أي تغير جديد في العوائد، صعودًا أو هبوطًا، سيكون له دور رئيسي في إعادة توزيع الاستثمارات بين الأصول.
البيانات المرتقبة هذا الأسبوع
إلى جانب بيانات سوق العمل، هناك بيانات مبكرة ستعطي إشارات تمهيدية:
- القراءة النهائية لمؤشر مديري المشتريات الصناعي (الثلاثاء، 5 مساءً بتوقيت الكويت).
- القراءة النهائية لمؤشر مديري المشتريات الخدمي (الثلاثاء، 5 مساءً بتوقيت الكويت).
ورغم أن التقديرات سلبية للقطاع الصناعي، إلا أن القراءة التمهيدية أظهرت نموًا، ما يزيد من أهمية متابعة النتائج النهائية.
تطورات عالمية موازية
رغم أن التركيز منصب على الولايات المتحدة، تبقى بيانات الاقتصادات الأخرى تحت المراقبة:
- في الصين، لا يزال القطاع الصناعي في حالة انكماش، بينما يحافظ القطاع الخدمي على نمو مستمر.
- بيانات مشابهة ستصدر من اقتصادات أخرى، لكنها على الأرجح ستأتي قريبة من القراءات السابقة، ما يرسخ أهمية البيانات الأمريكية كمحرك رئيسي للأسواق.
الأسواق مقبلة على مرحلة اضطراب عالية تقودها البيانات الأمريكية واجتماع الفدرالي.
- إيجابية البيانات قد تقلل من احتمالات خفض الفائدة الكبير، وتدعم الدولار.
- سلبية البيانات قد تفتح الباب أمام خفض مبكر وتزيد من جاذبية الذهب والأسهم.
في جميع الأحوال، فإن حالة الضبابية ستكون كافية لإشعال تحركات قوية في العملات، الذهب، الفضة، ومؤشرات الأسهم الأمريكية. هذه المرحلة تحمل فرصًا استثمارية مهمة، لكنها تتطلب في الوقت نفسه إدارة صارمة للمخاطر والتحوط تحسبًا للتقلبات المقبلة.