– هناك قاعدة ثابتة في التداول، وهي أن تقطع خسائرك سريعاً ولا تتركها إلى أن تكون خسائر كبيرة قد لا تتحملها أنت كمضارب، أو لا يتحملها حسابك، أي أموالك التي تتداول بها. ولكن كمعظم قواعد التداول، قد يصعب فهمها بالطريقة الصحيحة. فهذه القاعدة عند تطبيقها ستتفاجأ بأنها ليست بالسهولة التي تظنها في عالم التداول وعالم الاحتمالات، والتي قد تنفعك اليوم ولكنها تضرك في يوم آخر. ولشرح هذه القاعدة وكيفية الاستفادة منها والحصول على أفضل نتائج، فأنصحك بالتركيز وقراءة المقال جيداً.
الخبرة هي مفتاح كل القواعد. عندما تتعامل بشكل دائم ومستمر في سوق البورصات ستتعلم وستعرف متى تنطبق القاعدة ومتى يجب أن تخترقها.
هناك نوعين من المستثمرين في سوق البورصة، يمكن أن نقسمهم من حيث المدة الزمنية للتداول، فهناك مستثمري المدى الطويل، وهناك مستثمري المدى القصير.
ولكن متى يجب تطبيق القاعدة، ومع أي طريقة تداول تتماشى قاعدة قطع الخسائر سريعاً؟
القاعدة هي قاعدة عامة وتنطبق بشكل عام على التداول في الأسواق المالية أو البورصة، ولكن هناك فرق فقط في تطبيق القاعدة على الأنواع المختلفة لاستراتيجيات التداول.
إن كنت من مستثمري المدى الطويل، فالمدة الزمنية ستختلف عند الخروج من الصفقات، إلى جانب أن الطريقة ذاتها ستختلف. فعندما تدخل مثلاً في صفقة على شراء اليورو أمام الدولار الأمريكي في ظل اتجاه صاعد، فإن كنت من مستثمري المدى الطويل ستنتظر أطول عند اتخاذ قرار الخروج من السوق، وهذا يعني أنك ستتحمل دخول السعر في حركات تصحيحية كثيرة، لأن أهدافك بعيدة المدى، بل وكثير من المستثمرين من هذا النوع يقومون بزيادة أحجام التداول أو عقود التداول مع كل حركة تصحيحية إلى أن يخرجوا من جميع العقود عند انتهاء الاتجاه العام الصاعد، أو يقوموا بالخروج بالتدريج مع ضعف الاتجاه على حسب رؤيتهم الخاصة.
ولكن هذا لا ينطبق مع المضارب على المدى القصير، فقاعدة قطع الخسائر تطبق بشكل أسرع نظراً لأنه يتداول على الحركات الاتجاهية فقط. وهو ما يعني عدم الرغبة في الانتظار كثيراً لدخول السعر في حركة تصحيحية. وهنا تنطبق القاعدة بأن تقطع الخسائر بمجرد انعكاس السعر عليك وأنت داخل الصفقة حتى وإن كانت الحركة الانعكاسية حركة تصحيحية.
ولكن كل مضارب له وجهة نظر خاصة به، فهناك من ينتظر قليلاً، وهناك من ينتظر مدة زمنية أطول، وكلاً حسب إدارة رأس ماله ومخاطره. ولكن دائماً ستجد أن هناك قواعد قد تتعارض مع بعضها في التداول، وفي هذه الحالة يجب أن تبني خطة للتداول لتضع كل قاعدة حسب أولوياتها، فهناك من ينتظر كما تحدثنا انتهاء الحركة التصحيحية، وهناك من لم يتحمل هذا النوع من المضاربات، فهو يريد أن يتحرك السعر في اتجاهه بشكل مباشر، وإن كانت لا تحدث كثيراً. ولكن بشكل عام هناك من يتحمل الخسائر، وهناك من يقطعها سريعاً.
– لا يمكننا أن نقول أن هذا يعمل بشكل خاطىء وأن ذلك يعمل بشكل صحيح، كلٍ على حسب خطة التداول كما تحدثنا. ولكن الأهم أن تكون لديك خطة لإدارة رأس المال والمخاطر، لتستطيع أن تتعامل بشكل صحيح مع قواعد التداول الكثيرة. يجب ألا تترك الأمر لهواك، ويجب أن تكون هناك خطة للخروج من الصفقات قبل أن تدمر حسابك. بشكل عام التداول بمخاطرة عالية جداً شيء قد يجعلك تخرج من السوق سريعاً، ولهذا يجب ألا تخسر كل شىء في مراهنة واحدة فقط، ولكن يجب أن تكون مخاطرتك محسوبة، وهو ما جعل المضاربين المحترفين يوصون بأن تقطع خسائرك قبل أن تصل إلى نقطة لا تستطيع أن تتعافى منها أبداً.
هناك فارق بسيط بين الخروج من الصفقة سريعاً، وبين قطع الخسائر في الوقت المناسب.
الفارق بين النقطتين صعب جداً، لأن المضارب قد لا يعرف ما إذا كان يلتزم باستراتيجية التداول والانتظار مدة كافية لتحقيق النتائج، وبين الخروج سريعاً من الصفقات الخاسرة. وأقول لك بعض القواعد التي قد تساعدك للخروج من هذا المأزق.
- يجب أن تضع مستويات جني الأرباح ووقف الخسائر في أماكن صحيحة مبنية على استراتيجية تداول ناجحة وجيدة
- يجب أن تخاطر بطريقة صحيحة بشكل يناسب استراتيجية التداول
- يجب أن تدرك متى تنقلب الاحتمالات من معك إلى ضدك، وفي هذه الحالة ستعرف أماكن الخروج الصحيحية
- لا تنجرف وراء الأهواء وتتمنى أن يعطيك السوق ما تريد، ومن ثم تنتظر أكثر من اللازم في الوقت الذي يجب أن تخرج فيه من السوق
- يجب أن تعترف بأنك على خطأ حال حدوثه، وأن تعلم أن الخطأ شيء يحدث لكل المضاربين دون استثناء