سجل قطاع الخدمات الأمريكي في شهر يونيو تحسنا إلا أن هذا التحسن قد يكون مؤقت لعدة عوامل
بالبداية فإن مؤشر مديري المشتريات وفق قراءة ISM ارتفع من 50.3 (قرب الحد الفاصل بين النمو والانكماش عند 50.00) ليسجل في يونيو 53.9 وفق الرسم التالي
فما هو سبب هذا الارتفاع؟
في شهر يونيو أشارت اليوم بيانات ADP للوظائف الجديدة تكوين 497 الف وظيفة جديدة
إلا أن 232 الف وظيفة منها قد كونت في قطاع الفنادق والمنتجعات والترفيه المرتبط بها
وهذا الأمر مرتبط بشكل مباشر بموسم العطلات والسفر هذه الفترة
الأمر الذي يجعل هذه الطفرة في تكوين الوظائف ضمن الحالة المؤقتة موسميا وليست اتجاه عام للتحسن الكبير
بالمقابل فقد أضاف قطاع الانشاءات في أميركا 97 الف وظيفة وأما التجارة والنقل فأضافا 90 الف وظيفة جديدة
هذه البيانات غير رسمية من الـ ADP بينما تصدر البيانات الرسمية يوم غد الساعة 15:30 بتوقيت الكويت
ويبدو أنها ستكون جيدة بشكل عام باستثناء بيانات متوسط الأجور التي يتوقع أن تكون في مستويات عادية
ورغم تحسن بيانات يونيو فإن الفيدرالي من غير المتوقع أن يرفع عدد مرات رفع الفائدة المتوقعة للعام الجاري وذلك بسبب استمرار تراجع بيانات التضخم
بيانات التضخم هي الأهم لدى الفيدرالي الأمريكي:
حيث في آخر اجتماع له وتحديدا في بيانه فقد جاءت كلمة التضخم في ذلك البيان 9 مرات كأكبر تكرار لكلمة اقتصادية به
وبالمقابل فقد جاءت عبارة النشاط الاقتصادي 3 مرات فقط مما يبرز تركيز الفيدرالي على التضخم أولا في تحديد سياسته النقدية
اليوم بيانات التضخم ضمن القطاع الخدمي الأمريكي سجلت استمرار في تراجع وتيرة النمو
حيث تراجع نمو أسعار القطاع الخدمي من قراءة عند 56.2 إلى 54.1 مما يعبر عن استمرار تراجع حدة التضخم وفق الرسم التالي
وبعودة التضخم للتراجع إلى مستوياته قبل القفرات التي حققها فإن الفيدرالي لا يرجد عليه أي ضغوط للاستمرار برفع معدل الفائدة ولا حتى مرة واحدة.
بالمحصلة فإن بيانات شهر يونيو يبدو أنها تأثرت بشكل كبير جراء عوامل موسمية
ولذا فلا يمكن اعتبارها قفزة في النشاط الاقتصادي مقارنة بغيرها من الفترات السابقة
بل لو تم استثناء عدد الوظائف التي شكلت جراء العوامل الموسمية فإن القراءات تعتبر جيدة بشكل عام وليست فائقة.
غدا يتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكي قراءة جيدة بشكل عام.