ما هي الموارد الطبيعية الرئيسية في فرنسا؟
تعد فرنسا من بين أقوى الدول في العالم، حيث يحتل اقتصادها المرتبة السادسة خلفًا للمملكة المتحدة وألمانيا واليابان والصين والولايات المتحدة. فما هي الموارد الطبيعية الرئيسية في فرنسا؟
تعتبر أهم الموارد الطبيعية الرئيسية في فرنسا التجارة والزراعة، خاصة مع وجود مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة في فرنسا، والتي تدعم جميع أنواع الأنشطة الزراعية ،مثل زراعة المحاصيل الغذائية وإنتاج الأخشاب.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالموارد الطبيعية، فإن فرنسا لديها احتياطي محدود. حيث يتم استنزاف الكثير من المعادن الطبيعية بعد أن تم استغلالها بشكل كبير خلال الثورة الصناعية، وهي التي لعبت دورًا كبيرًا في تحويل فرنسا إلى ما هي عليه اليوم.
وهذه هي بعض أهم الموارد الطبيعية الموجودة في فرنسا:
الفحم
كان الفحم موردًا أساسيًا لعب دورًا هامًا في موجة الثورة الصناعية التي اجتاحت الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا. وفي القرن التاسع عشر، كانت فرنسا تتمتع باحتياطيات هائلة من الفحم، والتي أصبحت تنضب بمرور الوقت من خلال الإفراط في الاستخدام. وقد كانت نوعية خام الفحم الفرنسي منخفضة ولا تستطيع منافسة الفحم من الدول الأخرى. وتم استهلاك الكثير منه محليًا، ومع تغير العالم واكتشاف مصادر جديدة للطاقة، انخفض تعدين الفحم في فرنسا بشكل كبير إلى أن تم إيقافه في عام 2004. وكان السبب في ذلك هو الحاجة إلى الحفاظ على البيئة من خلال التحول إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة. تعهد الرئيس الفرنسي الحالي بإغلاق جميع أنشطة تعدين الفحم في فرنسا بحلول عام 2021.
الغاز الطبيعي
تم اكتشاف الغاز الطبيعي لأول مرة في المنطقة الجنوبية الغربية من فرنسا المسماة (لاك) في عام 1957، حيث قدرت أن ما يقرب من 8.8 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي محاصر تحت الأرض وجاهزًا للاستخراج.
و بدأ إنتاج الغاز الطبيعي في عام 1958، ولكنه انخفض في عام 1978 بعد استنفاد الاحتياطيات. ومع مرور الوقت أصبح إنتاج الغاز الطبيعي ضئيلًا وصغيرًا جدًا، ولا يدعم احتياجات البلاد الرئيسية، مما أجبر فرنسا على اللجوء إلى الواردات.
اليورانيوم
تقع رواسب اليورانيوم في منطقة ماسيف سنترال التي كانت تمتلك في وقت ما احتياطيات من خام اليورانيوم تقدر بنحو 50000 طن. ومع ذلك، فإن فرنسا لديها طلب كبير على الطاقة، ولا تستطيع رواسب اليورانيوم الوفاء بها، وفي الواقع انتهى استخراج اليورانيوم في فرنسا في عام 2001، مما اضطر البلاد إلى اللجوء إلى استيراد اليورانيوم لتغطية أكثر من نصف إنتاج اليورانيوم.
حيث كان هناك أكثر من 59 محطة نووية نشطة اعتبارًا من عام 2010، وساهمت جميعها بنحو 94.6٪ من إنتاج الكهرباء الأساسية المستخدمة في المنازل والمصانع في جميع أنحاء البلاد.
الطاقة الكهرومائية
تعد الطاقة الكهرمائية هي المصدر الأكثر أهمية للطاقة المتجددة في فرنسا، حيث تمثل 19.7٪ من الطاقة المركبة في فرنسا. تأتي في المرتبة الثانية للطاقة النووية. ويوجد في فرنسا العديد من الأنهار التي تمر عبر مجاريها الطبيعية الشاسعة، مما يخلق شلالات مدعومة بخزانات وسدود ويتم تسخيرها لإنتاج الكهرباء للجماهير.
طاقة الرياح
اعتبارًا من عام 2015، كانت فرنسا ثامن أكبر دولة تنتج الطاقة من الرياح في العالم. وتنتج فرنسا ما مجموعه 10.38 ميجاواط من الكهرباء.
وقد أعطت مساحة الأراضي الشاسعة في فرنسا وطبيعة المناظر الطبيعية فيها إمكانات ضخمة لتعظيم إنتاج طاقة الرياح التي تقطع شوطًا طويلاً في الحد من الضغط على الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية.
وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن فرنسا ستكون قادرة على إنتاج 26،000 ميغاواط بحلول عام 2023.
البوكسيت
تم اكتشاف البوكسيت لأول مرة في فرنسا في عام 1821. والغريب أن منجم البوكسايت لم ينتج الكثير منذ اكتشافه، على الرغم من أن المنطقة تخضع للصيانة الروتينية، ولكن دون استخراج البوكسايت على نطاق واسع. والسبب في ذلك يرجع إلى عدم جدوى عملية التعدين الهائلة، لأنه يعتقد أن مخزون البوكسايت صغير للغاية، ولا يمكن تبرير أي عملية استخراج مهمة.
خام الحديد
كانت لورين هي المصدر الرئيسي لخام الحديد في فرنسا، حيث كانت الرواسب الكبيرة من الموارد الطبيعية الثمينة إلى جانب الفحم مسؤولة عن النمو السكاني السريع خلال الثورة الصناعية. لفترة من الوقت، كانت لورين موطنًا لصناعات الفولاذ التي تعتمد على خام الحديد، حيث استنفدت الودائع مع مرور الوقت. وعندما أصبحت المنافسة من الدول الأخرى صلبة، أغلقت معظم هذه الصناعات. وتحاول الحكومة في الوقت الحالي بإحياء لورين وإعادتها إلى مجدها السابق بعد تحول العديد من السكان المتبقين إلى الزراعة.
الطاقة الحرارية والطاقة الشمسية
مع تحرك العالم نحو تقليل الاعتماد على الطاقة النووية والغاز الطبيعي، تم استكشاف مصادر الطاقة الأخرى الصديقة للبيئة في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2016 افتتحت فرنسا أول محطة للطاقة الحرارية الأرضية في مرسيليا بهدف توفير بديل لطاقة الرياح. الطاقة الشمسية هي مجال آخر نشطت فيه فرنسا بإنتاج إجمالي ما يبلغ حوالي 7،165 ميجاوات في عام 2016 وحده. يسمح الموقع الاستراتيجي لفرنسا باستقبال ساعات طويلة من أشعة الشمس المباشرة، مما يجعل الطاقة الشمسية خيارًا صالحًا.
مصادر أخرى
عندما يتعلق الأمر بالنفط الطبيعي، تعتمد فرنسا بشدة على الواردات، لكنها أنشأت مصافيها في جميع أنحاء البلاد. وتعتبر رواسب النفط الطبيعية داخل فرنسا قليلة، ولا جدوى من استخراجها من باطن الأرض من الأساس.