ما أبرز ما يخيف في نتائج أبل المالية؟

 

الشركة أعلنت مساء الأمس نتائجها عن الربع الثالث لهذا العام والرابع بالنسبة لسنتها المالية إلا أن السهم تراجع 7% في تداولات اليوم فما الذي أخاف المستثمرين؟

 

بالبداية فإن ربحية السهم فاقت التوقعات حيث سجلت 2.91$ بينما التوقعات 2.78$

 

وحتى الإيرادات فاقت التوقعات فسجلت 62.9$ مليار بينما التوقعات 61.57$ مليار

 

إذا فالنتائج جيدة نعم ولكن الشركة بيت بشكل مفصل مبيعاتها من أجهزتها مما بين نوع من الضعف في نمو الطلب

 

حيث بينت الشركة أنها باعت 46.9 مليون ايفون بارتفاع بسيط مقارنة بنفس الفترة العام الماضي عند 46.7 مليون جهاز

 

ولكنها أقل من توقعات السوق التي تختلف من جهة لأخرى لتقع بين 47.5 و 48.5 مليون جهاز

 

مبيعات الايباد سجلت 9.7 مليون جهاز وتراجعت مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي عند 10.3 مليون جهاز

 

ومبيعات الماك سجلت 5.3 مليون جهاز وتراجعت مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي عند 5.4 مليون جهاز

 

قد يكون سبب ضعف نمو المبيعات في هذا الربع السنوي هو انتظار المستهلكين لمنتجات أبل الجديدة والتي طرحت في أكتوبر ولذا فستظهر بيانات الطلب عليها بعد انتهاء الربع الرابع وليس فقط بسبب كون الشركة قد رفعت أسعار منتجاتها!

 

الشركة تمكنت من رفع إيراداتها من المنتجات الأخرى كالايبود وابل ووتش ورفعت أيضا من إيرادات خدماتها كالاب ستور والاي كلاود

 

ولكن ماذا أخاف المستثمرين ودفعهم لخفض السهم 7%؟

 

يبدو أن تحذيرات تيم كوك الرئيس التنفيذي بشأن الربع القادم هي السبب الأهم

 

حيث بين أن تغير سعر الصرف سيؤثر على الإيرادات بـ 2$ مليار

 

وقال أن الضعف في الاقتصاد الكلي في بعض الأسواق الناشئة وعدم توازن الوقت في تحقيق توازن بين الطلب على منتجات الشركة والمعروض منها

 

كلها أسباب لخفض النتائج المتوقعة للربع الأخير من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي

 

هذه المخاوف ممزوجة بضعف نمو الطلب على المنتجات أيقظت في أذهان المستثمرين التساؤل حول مدى قدرة الشركة على الاستمرار برفع أسعارها في المستقبل القريب

 

وأخافتهم حتى للحفاظ على مستوى ربحيتها التي سجلتها في الفترات الحديثة

 

أيضا مما أخاف المستثمرين صدور تصريح للرئيس المالي للشركة بأن التقارير المالية القادمة لن تتضمن تفصيل عن مبيعات كل جهاز على حدى بل ستذكر الإيرادات بشكل عام أي لن يتم ذكر عدد أجهزة الايفون التي تباع كل ربع سنة!

 

ذلك قد يربك المستثمر الذي يريد تقييم مدى ارتفاع الطلب على منتجات الشركة كل على حدى!

 

بالنهاية فإننا نرى أن هناك عوامل جيدة قد تدفع هذه المخاوف للانتهاء والتي منها

 

أن إيرادات الشركة داخل الولايات المتحدة الأمريكية تمثل وفق تقرير الشركة 61% ولذا فالتراجع في الاسوق الناشئة قد يؤثر بشكل طفيف نسبياً

 

أن الشركة طرحت منتجات جديدة مؤخرا وذلك قد يعني الحاجة لانتهاء الربع السنوي الجاري لمعرفة حجم الطلب الحقيقي على هذه المنتجات الجديدة

 

ولذا فإن المخاوف بشأن أداء الشركة لها أسبابها وأيضاً فعوامل القوة التي تمتلكها الشركة لها وجود قوي

 

ولكن يبقى السؤال هل تريد أن تستثمر في مكامن قوة أبل أم تريد الانتظار ريثما تنتهي المخاوف؟

 

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الاسواق

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية