ماذا يحدث في الاقتصاد العالمي وما تأثيره على الاقتصاد المصري؟

أعلن بنك انجلترا عن وقف شراء السندات كما هو مخطط له خلال الاسبوع القادم، وهو ما سيدفع الباوند الى المزيد من الهبوط في حالة استمرار ارتفاع الدولار الامريكي والمرجح أن يستمر في الارتفاع بعد تصريح صندوق النقد الدولي بخفض توقعات معدلات النمو العالمية مرة اخرى، وهو ما يعني استمرار رفع معدلات الفائدة الامريكية خلال الاجتماعات القادمة مما سيزيد من قوة الدولار الامريكي أكثر فأكثر.

الان هبط مؤشر الناسداك الامريكي لاكثر من 30%، بينما هبط مؤشر ستاندرد أند بورز أكثر من 25% منذ بداية العالم ويعد مؤشر ستاندرد أند بورز من المؤشرات الاستباقية والتي تعطي دلائل على احتمالات دخول الاقتصاد الامريكي في حالة من الركود في حالة هبوطه وهو السيناريو الذي يرعب المستثمرين والاسواق معاً في الوقت الحالي خاصة مع استمرار ارتفاع عوائد السندات الامريكية بسبب استمرار نزيف سوق السندات بسبب البيع المستمر.

من جانبه حذر الاتجاد الاوروبي من رفع معدلات الفائدة الامريكية أكثر من ذلك بعد أن صرح بأن الفيدرالي يجب ألا يرفع معدلات الفائدة أكثر من ذلك وفي الوقت الذي يأمل العالم بوقف رفع معدلات الفائدة الامريكية يرى الاتحاد الاوروبي أن خطر رفع الفائدة سيكون كبير جداً خاصة على الاقتصادات الناشئة والتي بدأت في الانهيار بالفعل مستشهداً بما حدث في سيريلانكا في الاشهر الماضية، ذلك لان الاقتصادات الناشئة قد اقترضت بقوة في وقت انخفاض معدلات الفائدة الامريكية خلال العقد الماضي مما يعني أن هذه الدول الان مدينة بعملات أجنبية مما يزيد من الضغوط على عملاتها المحلية الامر الذي قد يدفعها الى التخلف عن سداد الديون.

أضف الى ذلك أن انخفاض الطلب العالمي بسبب الركود يعني وقف الطلب على منتجات هذه الدول وبالتالي قد يزيد هذا السيناريو من اخطار الركود على هذه الدول بسبب انخفاض الناتج المحلي لديها مع ارتفاع التضخم ما قد يدفع معظم هذه الدول الى الدخول في حالة من التضخم الركودي.

حذرت كاثي وودز مديرة صندوق أرك الاستثماري البنك الفيدرالي في خطاب تم ارساله الاسبوع الماضي يتضمن أن استمرار رفع معدلات الفائدة بهذه السرعة يعني دخول الاقتصاد في حالة من الركود وربما يتحول الى كساد، وأشارت وودز أن الفيدرالي عليه أن يراقب مؤشرات سوق السلع والذي بدأ في الهبوط بالفعل مما يجعله مؤشر قوي على بدء انخفاض التضخم العالمي ما يعني انه لا داعي الى مزيد من رفع الفائدة.

 

هل يتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة البنكية؟

الفيدرالي بكل تأكيد لا ينظر الى هبوط سوق الاسهم كمقياس لحالة الاقتصاد وهو يعرف أن الاسواق تتقلب بشدة في مثل هذه الاسواق ولكن عند حد معين يبدأ الفيدرالي في التركيز على سوق الاسهم حيث أن رفع الفائدة من الممكن أن يهدد النظام الاقتصادي الامريكي والعالمي معاً، في هذه اللحظة فقط سيتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة بكل تأكيد، ارتفاع المخاطر التي تهدد النظام المالي فقط هي التي من شأنها أن توقف عملية رفع الفيدرالي للفائدة وقد رأينا ذلك من قبل في الازمات الاخيرة سواء في أزمة الرهن العقاري في 2008 أو في أزمة جائحة كورونا والتي دفعت الفيدرالي الى اتخاذ اجراءات قوية للحفاظ على سوق الاسهم من الهبوط لانه يعلم جيداً أن هبوط الاسواق قد تؤدي بالنظام المالي الى الهاوية.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية