استكمالاً لسيناريو رفع الفائدة البنكية الأمريكية من المتوقع أن يتم رفع الفائدة مرة اخرى خلال هذا الأسبوع ولكن بوتيرة أقل مما سبق، وفي حالة رفع معدل الفائدة مرة اخرى من المتوقع أن يهبط سوق الأسهم الأمريكية كرد فعل طبيعي على اعتراف الفيدرالي بأن التضخم مستمر ولم يتراجع بالشكل الذي يريده الفيدرالي بعد، واستمرار معدلات التضخم مرتفعة بهذا الشكل يزيد أكثر فأكثر من احتمالات الركود خلال العام الجاري، والتي تتراوح بين 85% الى 90% حالياً طبقاً لأخر احصائيات الأسواق.
في حالة تثبيت الفائدة البنكية وهو أمر غير متوقع فسيكون ذلك ايجابي بعض الشيء للأسواق ولكن لن تصعد الأسواق بقوة في ظل وجود معدلات تضخم مرتفعة ومعدلات فائدة مرتفعة أيضاً، ذلك لأن الفائدة المرتفعة تؤثر بالسلب على تقييمات الأسهم بشكل عام خاصة أسهم النمو وهو ما يفسر الهبوط القوي الذي حدث على مؤشر ناسداك الخاص بأسهم التكنولوجيا والمعروفة بأنها أسهم النمو، وعلى الجانب الأخر نرى أن مؤشر الداو جونز هو الأقل تأثيراً خلال العام الماضي بسبب أن معظم شركاته لا تقع تحت بند أسهم النمو، وانما هي أسهم مستقرة ولا تتأثر بقوة بأرتفاع التضخم لانها أسهم الصناعة والتي تمتاز بأنها لا تتأثر بالتقلبات العنيفة التي تحدث في الأسواق في مثل هذه الاوقات.
متوقع رفع الفائدة بنسبة 0.25 نقطة أساس في هذا الاجتماع وذلك لن يكون له تأثير كبير الا على الدولار في أغلب الأحوال، فسيشهد الدولار الأمريكي بعض التحركات السريعة في حالة رفع الفائدة ربما الى الهبوط بسبب بدء تحرك العملات الاخرى ايجابياً أمام الدولار بعد الارتفاع القوي الذي شهده الأخضر خلال العام الماضي بسبب استمرار رفع الفائدة البنكية، فهدوء وتيرة رفع معدل الفائدة قد يدفع الدولار الى الهدوء هو الأخر وهو ما قد يدفع عملات مثل اليورو والباوند وباقي العملات الى الصعود أمام الدولار، وهو ما يحدث بالفعل بالنسبة لليورو والذي وصل الى مستويات 1.08918 في الوقت الحالي بأرتفاع يقدر بنسبة 15% منذ اكتوبر الماضي.