ماذا لو حدثت أزمة أمريكية.. بكل تأكيد ستدمر العالم هذه المرة.

في الوقت الحالي تشهد أسواق المال مخاطرة كبيرة جداً وكل المستثمرين قلقون من احتمالية حدوث ازمة امريكية صينية قد تؤدي بالاقتصاد العالمي، ولو تذكرنا الازمات الامريكية السابقة في أخر 20 عام كان هناك أزمة التكنولوجيا عام 2000-2001 وكان هناك أزمة الرهن العقاري عام 2008، وكل من تلك الازمات كان على وشك تدمير الاقتصاد العالمي لولا أن العقول التي أدارت الازمة في 2008 كانت بالفعل جيدة وتمكنت من أن تنقذ ما تبقى من الاقتصاد العالمي والامريكي.. ولكن !

هذه المرة الكارثة ستكون أسوأ بكل تأكيد فعندما كانت الازمة الامريكي في 2008 هي الاسوأ على الاطلاق كانت الاسواق المالية أقل من حيث حجم رؤوس الاموال من ذلك بكثير، ومستويات الاسواق الامريكية كانت أقل من ذلك بكثير، فلم تكن الشركات الامريكية قد وصلت الى التريليون دولار كما وصلت في 2018 شركة مايكروسوفت و أمازون و غيرهم، وهذا يعني أن حجم الديون العالمية قد وصل لمستوى مرعب في الوقت الحالي وهو ما يعني ان اي ازمة عالمةي في الاسواق في الوقت الحالي سيكون تأثيرها أضخم بكثير مما سبق بسبب احجام الديون الموجودة داخل الاسواق في الوقت الحالي.

فكلما كانت الفقاعة كبيرة وضخمة كلما كان انفجارها أسوأ وكوارثه أكبر على الاقتصاد العالمي، الان تشهد الاسواق التهاب قوي جداً من حيث احجام رؤوس الاموال واحجام التداول والاستثمارات، لك ان تتخيل أن مع انتهاء العام الماضي فقط وصل رأس المال السوقي لخمس شركات امريكي الى ما يساوي 5 تريليون دولار تقريباً !! كيف ستكون الكارثة في الوقت الحالي في ظل وجود كل هذه الاموال داخل السوق، ستكون كارثة مرعبة بكل تأكيد .

وعلى الرغم من أن هذا السيناريو تخيلي الى حد ما الا أن الاسواق الان تشهد توترات قوية وما زاد من تخوف المستثمرين أن فترة الرئاسة الامريكية أوشكت على الانتهاء ومع كل نهاية يكون هناك توترات وهبوط قوي في الاسواق، فترة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب كانت فترة عصيبة على الاسواق الامريكية والعالمية، فالرئيس الامريكي يحكم عن طريق تويتات على موقع تويتر، ومع كل تدوينه يكتبها الرئيس الامريكي تتحول الاسواق المالية الى ساحة قتال، فأراءه دائماً ما تؤثر على الاسواق بشكل عام .

ولتعرف حجم الكارثة المحتملة أنظر الى الرسم البياني التالي :

 

تلك هي الازمات المالية الثلاث الاشهر للسوق الامريكي، الاولى كانت الكساد الاعظم الذي أثر على كل دول العالم ولكي تتعافى منه الاسواق أخذ ما يقارب 25 عام، والثانية هي أزمة التكنولوجيا في عام 2000 وكانت شركات التكنولوجيا على وشك أن تفارق الحياة، والاخيرة هي أزمة الرهن العقاري والتي تسببت في أن يفقد ما يقارب من ال 8 مليون مواطن أمريكي منازلهم وما يقارب من 6 مليون مواطن امريكي لوظائفهم وأفلس فيها أحد اكبر البنوك الاستثمارية الامريكية ليمان برازرز و أفلست أيضاً مؤسسات مالية كبيرة كانت أحد العمدان الاقتصادية الامريكية عبر التاريخ.

انظر أين هي الاسواق الان، انظر الى أخر الصورة على اليمين لتعرف أين يتواجد مؤشر الداو جونز في الوقت الحالي، وهو مؤشر قوي على حجم رؤوس الاموال الضخمة داخل السوق الامريكي حالياً، ومؤشر خطير على أن الكارثة القادمة من الممكن أن تهدد العالم كله اذا حدثت.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية