في الوقت الحالي يشهد سوق البترول توترات قوية بين كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران من جانب، وبين إيران والمملكة المتحدة من جانب آخر. حيث هددت إيران بغلق مضيق هرمز، وهو منفذ مهم جداً للمملكة المتحدة، حيث أن 5% من النفط المتوجه إلى المملكة يكون عن طريق مضيق هرمز، إلى جانب 13% من البترول المستخلص.
في الوقت الحالي تلعب المملكة المتحدة دوراً مهم جداً مع إيران من الناحية الدبلوماسية، حيث صرحت بريطانياً بأنه سيكون هناك عواقب وخيمة دبلوماسية مع إيران حال إغلاق الأخيرة لمضيق هرمز، حيث أن الحالة الاقتصادية البريطانية لا تتحمل مزيد من الأعباء في الوقت الحالي بسبب هبوط الباوند أمام الدولار الأمريكي، وبسبب ما يدور حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، وهذا من الممكن أن يدفع أسعار البترول إلى مستويات عالية جداً في المملكة المتحدة “حال إغلاق المضيق”.
على صعيد آخر هددت بريطانيا بأنه من الممكن أن يكون هناك تدخل عسكري في حال إغلاق المضيق، و ستكون للولايات المتحدة الأمريكية بكل تأكيد دور هام في هذه الأحداث الخطيرة التي تحدث على الساحة العالمية، فدخول دول مثل إيران والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في حرب عسكرية من الممكن أن يهدد العالم كله، وهو ما يعني بكل تأكيد حرب عالمية ثالثة، ومن ثم يتهدد الاقتصاد العالمي بشكل عام.
في الوقت الحالي وكنتيجة طبيعية لما يحدث الآن، فهناك حذر كبير من المستثمرين بشكل عام، على الرغم من صعود أسواق الأسهم الأمريكية، إلا أن هناك تباطؤًا واضحًا في معدلات النمو بالنسبة لكثير من الدول، أهمها الصين. وهذا يضغط على أسعار النفط بالسلب، أما المعادن النفيسة فتعطي صورة واضحة عن حالة الأسواق في الوقت الحالي، حيث أن تماسك أسعار الذهب والفضة في الوقت الحالي يشير إلى حذر المستثمرين والقلق المسيطر عليهم من احتمالات حدوث أي نزاعات عسكرية أو اقتصادية في الشهور القليلة القادمة.
تهديد إيران دفع أسعار النفط إلى التماسك عند مستوى 56 دولار للبرميل على الرغم من ضعف الطلب العالمي على النفط وتوقعات منظمة الطاقة الدولية بأن انخفاض الطلب على النفط سيظل إلى عام 2020÷ إلا أن هناك تماسكًا بسبب احتمالات إغلاق المضيق، فهذا من شأنه أن يدفع أسعار النفط إلى أعلى وبقوة على المدى القصير.
بشكل عام يُفضل الحذر من التداول على النفط في الوقت الحالي، ويجب وضع جزء من الاستثمارات في المعادن النفيسة كملاذ آمن لما قد يحدث من توترات سياسية في الفترات القادمة.