أعلنت اليوم سيتي جروب عن إنشاء الولايات المتحدة لبنية تحتية وخطوط أنابيب نفطية جديدة سوف تربط تكساس بساحل الخليج، هذه الإنشاءات الجديدة تهدف إلى ضخ المزيد من النفط للأسواق العالمية، فما الهدف من وراء ذلك؟
لا شك أن أسعار النفط مؤخرًا في تدني مستمر، وهذا بالطبع بسبب زيادة المعروض وقلة الطلب خوفًا من الركود العالمي المتوقع لاسيما في ظل الحرب التجارية بين أمريكا والصين. وعلى الرغم من محاولات أوبك وشركائها لتخفيض الإنتاج من أجل الحفاظ على استقرار أسعار النفط من الانهيار، وإلى جانب النقص الكبير للنفط الفنزويلي والإيراني بالأسواق، إلا أن أمريكا على مدار السنوات الماضية تخرب كل المساعي والمحاولات تلك، حيث أنها تزيد من إنتاجها النفطي بشكل مستمر. أما الآن الكارثة تكمن في تطوير الولايات المتحدة للبنية التحتية التي سوف تمكنها من زيادة تصديرها للنفط، بحيث ستكون المصدر الأول للنفط عالميًا، بزيادة مليون برميل يوميًا، على أن تستمر تلك الزيادة سنويًا، أي في خلال 3 سنوات تكون الزيادة بلغت ما يقارب الـ 3 ملايين برميل يوميًا.
بالطبع الولايات المتحدة تعرف جيدًا أن السوق لن يستوعب كل هذا الكم من المعروض، وأن بذلك أسعار النفط سوف تنهار أكثر من ذي قبل، فما هي الحكمة وراء هذا المخطط الأمريكي؟ يرى البعض أن هذا السعي هدفه أن تصبح الولايات المتحدة المتحكم الأول في سوق النفط، ومن ثم يصبح نفط خام تكساس الأمريكي هو النفط القياسي العالمي الأول في العالم، وكنتيجة لهذا يستمر الدولار الأمريكي في هيمنته عالميًا، ليخالف التوقعات التي تقول إن الدولار الأمريكي لن يصبح في المستقبل القريب العملة القياسية عالميًا. لذا، فقد يكون هذا التخطيط في أسواق النفط هدفه هو السيطرة الفعلية على الاقتصاد العالمي من قبل الولايات المتحدة، وضمان مقعد لها في الصف الأمامي مستقبلاً، حتى وإن كان ذلك على حساب انهيار أسعار النفط وشركاتها.