مؤشرات الأسهم الأمريكية تتراجع بعد ساعتين ونصف من انطلاق تداولات وول ستريت تحت ضغط المخاوف الاقتصادية العالمية

تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات اليوم، بعد مرور نحو ساعتين ونصف على انطلاق جلسة وول ستريت، متأثرة باستمرار الضغوط نفسها التي أثقلت كاهل الأسواق في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها ضعف البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين واليابان، إلى جانب إشارات التباطؤ المتجددة في القطاع الصناعي الأمريكي، وهو ما عزز حالة الحذر لدى المستثمرين وحدّ من شهية المخاطرة.

وسجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا ليتم التداول قرب مستوى 48,363 نقطة، متراجعًا بنحو 0.20%، في حين هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى حدود 6,818 نقطة بخسائر بلغت نحو 0.14%. أما مؤشر ناسداك، الذي يضم أسهم التكنولوجيا، فقد كان الأكثر تأثرًا، متراجعًا بنحو 0.36% ليستقر قرب مستوى 23,112 نقطة، في وقت سجل فيه مؤشر راسل 2000 للأسهم الصغيرة خسائر أوضح بلغت نحو 0.78% عند مستوى 2,532 نقطة.

وجاء هذا التراجع في ظل استمرار القلق بشأن آفاق النمو العالمي، بعدما أظهرت البيانات الاقتصادية من الصين ضعفًا في الطلب المحلي وتباطؤًا في النشاط الصناعي والاستهلاكي، وهو ما انعكس سلبًا على توقعات الطلب العالمي، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالطاقة والصناعة. كما ساهمت البيانات اليابانية الضعيفة، التي عكست تراجع ثقة الشركات واستمرار تباطؤ النشاط الاقتصادي، في زيادة الضغوط على أسواق الأسهم العالمية.

وفي الولايات المتحدة، زادت حدة التراجع مع صدور بيانات صناعية مخيبة للآمال، أبرزها ضعف مؤشرات النشاط الصناعي الإقليمي، ما أعاد إلى الواجهة مخاوف تباطؤ الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، في وقت لا تزال فيه السياسة النقدية مقيدة نسبيًا. هذا التباطؤ المحتمل انعكس بشكل خاص على أسهم الشركات الصناعية وأسهم النمو، لا سيما في قطاع التكنولوجيا.

كما تزامن تراجع الأسهم مع استمرار هبوط أسعار النفط، في ظل مخاوف فائض المعروض وضعف الطلب العالمي، وهو ما زاد من الضغوط على أسهم شركات الطاقة وأسهم القطاعات الدورية المرتبطة بالنمو الاقتصادي. ورغم استمرار متابعة الأسواق للتطورات الجيوسياسية، فإن تأثيرها بقي محدودًا مقارنة بثقل البيانات الاقتصادية السلبية وتوقعات النمو الضعيف.

وبذلك، تعكس تحركات مؤشرات وول ستريت اليوم حالة من الحذر والترقب، حيث يواصل المستثمرون إعادة تقييم توقعات النمو العالمي والأمريكي، في ظل إشارات واضحة على تباطؤ النشاط الاقتصادي، ما يبقي الأسواق عرضة لمزيد من التقلبات خلال الجلسات المقبلة ما لم تظهر بيانات أكثر إيجابية تدعم ثقة المستثمرين.

Related posts

تراجع أسعار النفط مع استمرار الضغوط الاقتصادية من الصين واليابان والولايات المتحدة

الأسواق تترقب أسبوعًا حاسمًا من البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية

الأسواق العالمية تبدأ الأسبوع على تباين واضح وسط دوران السيولة وترقب البيانات