“ليست فقاعة… بل فجوة هواء”: لماذا تقول وول ستريت إن الوقت حان لإعادة ضبط رواية الذكاء الاصطناعي؟

1) هل نحن في فقاعة ذكاء اصطناعي؟ كبار المؤسسات يختلفون مع هذا الطرح
على عكس الضجيج المتزايد حول “فقاعة AI”، ترى BlackRock وBank of America أن ما يحدث الآن لا يشبه فقاعة الدوت كوم. المشهد الحالي مدفوع باستثمارات حقيقية، نمو في الأرباح، وتحسن الإنتاجية—not مضاربات بلا أساس. وبحسب Jean Boivin من BlackRock: الاعتماد على مقارنات الماضي لتوصيف الظاهرة “غير مكتمل”، لأن ما يُبنى اليوم يحدث على نطاق وسرعة غير مسبوقين.

2) وعي السوق بالمخاطر يمنع الفقاعة… وليس العكس
تشير BlackRock إلى أن مستوى الشكّ والنقاش الحالي حول احتمالية الفقاعة “علامة صحية”.في الفقاعات الحقيقية، يغيب النقاش تمامًا ويهيمن اليقين المزيف.
أما اليوم، فالمستثمرون واعون بالمخاطر وتحليلهم أكثر واقعية، وهذا ما يجعل السوق أكثر توازنًا.

3) عندما يتحوّل الاستثمار إلى قوة اقتصادية: الإنفاق على الـAI أصبح قصة الاقتصاد نفسه
BlackRock تعتبر أن حجم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي أصبح كبيرًا لدرجة أن “الجزئي أصبح كليًا”. الشركات تخطط لإنفاق يتراوح بين 5 إلى 8 تريليونات دولار عالميًا بحلول 2030. هذا الإنفاق قد يدفع نمو الناتج المحلي الأمريكي فوق مستوى 2% التقليدي لأول مرة منذ عقود. لكن التحدي الحقيقي للمستثمر: هل يتناسب حجم الإنفاق مع حجم العوائد المستقبلية؟

4) قيود فيزيائية… وطاقة غير كافية: البنية التحتية قد تصبح عنق الزجاجة
ترى BlackRock أن بناء مراكز بيانات AI يواجه حدودًا واضحة:

  • قدرات المعالجة
  • قدرة شبكات الكهرباء
  • تكامل البنية الأساسية
    وتقدّر أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد تستهلك 15–20% من كهرباء الولايات المتحدة بنهاية العقد. هذا ما يجعل الإنفاق الكبير ضروريًا… لكنه في الوقت نفسه يضيف هشاشة مؤقتة للنمو.

5) الأساسيات ما تزال داعمة: AI يدفع الأسهم لمستويات قياسية
بحسب BlackRock، الذكاء الاصطناعي يظل القوة الرئيسية وراء اتجاه السوق الصاعد. لذلك، تظل المؤسسة “مُنحازة للمخاطر” وترى أن AI سيستمر كأهم محرّك لأسهم السوق الأمريكي.

6) من فقاعة إلى “فجوة هواء”: رؤية Bank of America للمرحلة القادمة
تتفق BofA مع الرؤية العامة… لكن بنبرة تحذير مختلفة. هي لا ترى فقاعة، لكنها ترى احتمال الدخول في “air pocket” — فجوة مؤقتة.
والمقصود بها: فترة تتجاوز فيها الاستثمارات حجم العائدات الفعلية، ما يسبب تباطؤًا أو قلقًا قصير المدى لدى المستثمرين.

7) الإنفاق يتسارع بقوة… ولكن أين العائدات؟
تشير BofA إلى أن إنفاق الشركات الكبرى ارتفع إلى 60% من التدفق النقدي التشغيلي خلال العام الأخير. ورغم أن ذلك أقل بكثير من ذروة 140% في حقبة الدوت كوم، إلا أنه يكشف عن سباق بنية تحتية ضخم. كما تتوقع وصول إنفاق شركات مثل Microsoft وAmazon وGoogle وMeta وOracle إلى:

  • 400 مليار دولار في 2025
  • 510 مليارات دولار في 2026
8) لماذا لا يشبه الوضع عام 2000 رغم الشبه الظاهري؟
تعترف BofA أن بعض سمات السوق الحالية “تشبه” 2000، مثل:
  • اتساع التقييمات
  • قيادة عدد محدود من الأسهم
    لكنها تؤكد أن الأساسيات اليوم مختلفة جذريًا:
  • أحجام الطروحات أقل
  • المضاربات في الشركات غير الربحية أقل بكثير
  • الأرباح الحقيقية تدعم التقييمات
هذه الأسباب تجعل التشبيه بعصر الدوت كوم غير دقيق.

9) رؤية طويلة الأجل أكثر تفاؤلًا: أين ترى BofA السوق؟
رغم التحذير من “فجوة هواء”، تظل BofA متفائلة: تتوقع وصول S&P 500 إلى 7,100 نقطة بنهاية 2026، وهي رؤية أقل حدة من توقعات RBC وDeutsche Bank لكنها ما تزال صاعدة بقوة. الفكرة الأساسية: تصحيح قصير محتمل، لكن الاتجاه طويل المدى لا يزال صاعدًا مع استمرار دورة الذكاء الاصطناعي.

 لا فقاعة… ولكن قد نمرّ بمنطقة مطبات
رؤية وول ستريت ليست سوداوية ولا حالمة:

  • الذكاء الاصطناعي ليس فقاعة مُضاربة
  • لكنه يمر بمرحلة إنفاق ضخم يسبق العائدات
  • وقد تحدث فجوات مؤقتة، لكن الاتجاه العام مدعوم بأساسيات قوية مرحلة من إعادة ضبط التوقعات… لا انهيار.

Related posts

الضغوط المالية على الجيل Z في 2025… وما الذي ينصح به الخبراء؟

رقاقة سرّية قد تغيّر ميزان القوة: هل تخفي Alphabet مشروعًا بقيمة 900 مليار دولار؟

تقرير يومي للأسواق المالية، تحليل شامل لمؤشرات داو جونز وإس آند بي 500 والذهب 4/12/2025