ليرة إيطاليا تعود من جديد وقد تفعل ما عجز عنه اليونانيون

 

المعركة الكلامية تشتد والحكومة الإيطالية تنتفض ضد الاتحاد الأوروبي وباتت تهدد بالخروج من اليورو

 

مسلسل الدراما الحادة مستمر بعد أن أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي موازنة لمدة 3 سنوات ستقوم خلالها بتحقيق عجز عند 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي الأمر الذي أغضب الأوربيين وأسعد الإيطاليين

 

الشعب الإيطالي كاليوناني طحنته آلة التقشف والاستماع لتعليمات الاتحاد التي كانت دقيقة في حسابات المالية العامة دون أن تكترث لمشاعر العامة

 

التي انحرفت ميولها من الحكومات المطيعة للخارج إلى الحكومات المتمردة عليها

 

وهنا فتحت الأبواب أمام الانغلاقيين الذين هيمنوا على إيطاليا التي تريد أن تفك قيودها من جديد

 

واليوم وبعد كل هذه المعاناة بات الحديث عن التخلي عن اليورو والعودة لليرة أمر غير مستغرب بل ويؤخذ بجدية وخاصة أنه صدر من مشرع هام

 

فبريطانيا لم تكن لتخرج من الاتحاد لو كان الأخير استمع بوعي لمطالب ما يزيد عن نصف البريطانيين المالية والسيادية

 

واليونان التي اشغلت الأسواق في السنوات الماضية كانت النبرة الحادة قبل الضربة التي قد توجهها إيطاليا لليورو

 

لم أعد استغرب خروج إيطاليا أو غيرها من الاتحاد الأوروبي

 

حتى السويد في انتخاباتها الأخيرة أظهرت ارتفاع الزخم نحو الأحزاب الإنغلاقية حيث بات كثير من الشعب يكره سياسة الحدود المفتوحة

 

الفجوة بين دول الاتحاد لم تظهر وقت الرخاء بل وقت الشدة لتعطي درساً في أهمية تجانس شركاء المشروع الناجح

 

وإيطاليا بثقلها باتت ترفض هذه الشراكة ولديها مشروع جديد قد تمضي بتنفيذه بالليرة الإيطالية التي ستكون أولاً رمز للاستقلالية

 

إيطاليا ليست اليونان ولذا فهي تستطيع ذلك

 

إيطاليا هي الاقتصاد التاسع عالميا بناتج محلي اجمالي عند 2.1 تريليون $ أما اليونان فهي بالمرتبة الـ 53 عالميا وبناتج محلي اجمالي بـ 200 مليار $ فقط

 

حتى نسبة الديون للناتج المحلي الإجمالي فهي بموقع أفضل عند 131% مقارنة بيونان الـ 179%

 

إلا أن الطريق بالطبع لن يكون سهلا

 

فما يحدث في الأسواق من ردة فعل يشير إلى اضطرابات حادة تنتظر طريق التمرد

 

وبنظرة إلى مؤشر فوتسي MIB الإيطالي نرى أنه متراجع من قمته هذا العام بمعدل 17%

 

أما عوائد السندات السيادية لأجل عامين في إيطاليا فقفزت هذا العام من مستوى سالب 0.18% التي بدأته إلى 1.42% حاليا و 2.73% في وقت سابق هذا العام لتعكس هذه المخاوف

 

حتى اليورو لقي خسائر اليوم بـ 0.5% ليصل إلى 1.1505 في ظل هذا التهديد

 

ففقدانه لإيطاليا سيعني فقدان قيمة كبيرة من قيمته التي لم تحتسب بعد جدياً في الأسواق

 

إيطاليا تستطيع تغيير خارطة اليورو والاتحاد الأوروبي إن أردت ذلك ويكفيها استفتاء شعبي جديد!

 

ولذا فإن على الاتحاد الأوروبي القبول بايطاليا الجديدة وابتلاع التغير الذي يحدث بها

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية