لماذا لا يرتفع الذهب ؟

لماذا لا يرتفع الذهب ؟

في مثل هذه الاوقات وهي اوقات الازمات المالية الحادة وخاصة التي تحدث بشكل مفاجأ كما حدث مع ظهور فيروس كورونا دائماً ما تنزف جميع الاسواق المالية لعدة أسباب

 

1- طلبات سحب الاموال من المستثمرين في الصناديق الاستثمارية

عندا تبدأ الاسواق في الانهيار بشكل مفاجا كما حدث فستجد معظم المستثمرين ف الصناديق لاستثمارية يسرعو الى طلب اموالهم من الصناديق، لزيادة معدلات الكاش لمواجهة احتمالية دخول الاقتصاد في مرحلة الركود، وهذا طبيعي في اوقات الازمات لمواجهة مصاعب الحياة.

بالتالي سيبدأ مدير الصندوق الاستثماري ببيع استثمارات الصندوق لزيادة السيولة النقدية حتى يتسنى له تلبية مطالب المودعين، والذين يطلبون كثير من الاموال في وقت واحد، وهو ما يجعل مدير الصندوق في حالة تسييل مستثمرة وبالتالي سيقوم ببيع كثر من حجم الذهب الموجود في الصندوق الاستثماري، وهو ما يزيد من الضغط على اسعار الذهب.

 

2- غياب الرؤية و عدم يقين الاسواق

ايضاً في مثل هذه الاوقات لا يقوم المستثمرين بشراء الذهب، لانهم يعلمون جيداً ان الفزع مع بداية هبوط الاسواق سيضغط على اسعار الذهب والفضة ايضاً بسبب التسييل، وهو ما يعلهم ينتظرون الى ان تنتهي مرحلة الفزع من ثم يبدأ كثير من المستثمرين تحديد وقفهم بشكل اكثر منطقية و يبدأون في توزيع استثماراتهم بشكل عقلاني، وهو ايضاً ما يفسر هبوط الذهب مع بداية الازمات الاقتصادية في معظم الاحيان.

 

3- حاجة الدول الى السيولة ايضاً

لدى كثير من الدول مخزون احتياطي قوي من الذهب، ولكن في مثل هذه الازمات من الممكن جداً ان تجد كثير من الدول تفتقر الى السيولة النقدية لدعم الاقتصاد وهو ما قد يزيد من المعروض من الذهب لمواهة الازمات،ولكن بشكل عام حتى وان لم تلجأ الدول الى الان الى التخلص من جزء من الذهب الاحتياطي فعلى الاقل ستهبط معدلات الطلب على الذهب .

 

4- سوق العقود الاجلة والمضاربات على المدى القصير

وبكل تأكيد ان التداول والمضاربة على الذهب له أثر كبير على ما يحدث الان من هبوط الذهب بهذا الشكل وكما وضحنا من قبل في مقالات اخرى ان الضغوط البيعية بسبب البيع على المكشوف تضغط بقوة على الاسواق الهابطة، فهي سلاح ذو حدين، ففي اوقات الصعود تدعم هذه الطريقة الصعود بقوة وعلى العكس عندما يهبط السوق فتضغط بقوة على الاسواق ومن ثم تزيد من سرعة وقوة الهبوط.

 

بشكل عام نحن الان في بداية الازمة أو ربما في منتصف الازمة، ولن يكون هناك حل جذري الا بعد التخلص من وباء كورونا ، ولكن السؤال الان الى متى سيصمد الاقتصاد العالمي في مواجهة هذا الوباء، اما ان استمر هذا الوضح فسيبدأ المستثمرين اللجوء الى اسواق الملاذات الامنة لانهم مضطرون الى الاستثمار خاصة البنوك والمؤسسات المالية، فلن يكون ليدهم أية حلول الى اللجوء الى الذهب للحفاظ على قيمة الاصول لديهم وللدفاع عن استثماراتهم مع هبوط الدولار الامريكي في وقت الركود.

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية